انقرة - رويترز - وضع قادة تركيا السياسيون والعسكريون أمس الخميس باقات الزهور على ضريح مصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة في ذكرى مرور 75 عاما على قيام الدولة العلمانية التركية. وسار جنود من الجيش حاملين باقات الزهور وسط انقرة حتى الضريح فيما علقت الاعلام التركية على المباني في شتى أنحاء البلاد، ونظمت مسيرات عدة في هذه المناسبة. وشارك في الاحتفال الى جوار الرئيس التركي سليمان ديميريل زعماء جورجيا وتركمانستان وقازاخستان واذربيجان قبل ان يصدروا إعلاناً مشتركاً تأييداً لاقتراح تركي بمد خط انابيب لنقل النفط الاذربيجاني الى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط. ويحل الاحتفال باليوبيل الماسي في وقت تجد فيه تركيا نفسها لا تزال تحاول ترسيخ مكانها في نظام عالمي للتحالفات السياسية فعلى رغم كونها عضواً في حلف شمال الاطلسي فإنها لا تزال تنتظر عضوية الاتحاد الاوروبي كما انها تتعايش بصعوبة مع جيران مثل سورية واليونان وايران. أسس اتاتورك جمهورية تركيا الحديثة على انقاض الامبراطورية العثمانية وانقذ تركيا من حملة عسكرية شرسة كانت ستسفر عن تقسيم البلاد على أيدي الدول الغربية. وبعدما تحقق له النصر استمال اتاتورك الغرب بسلسلة من الاجراءات غيرت مسار البلاد فبين عشية وضحاها ألغى اتاتورك كتابة اللغة التركية بالحروف العربية واستبدلها باللاتينية وفصل بين الدين والدولة، وهو ما تعارضه حركة اسلامية متنامية في تركيا الآن. وشارك في الاحتفال رجائي قطان زعيم حزب "الفضيلة" الاسلامي الذي يمثل أكبر كتلة نيابية في البرلمان التركي وتعرض عدد كبير من أعضاء حزبه لحملة قد تزج بهم في السجون بتدبير من الجيش المناهض للإسلام السياسي. ونشرت الصحف التركية في صدر صفحاتها الاولى صورة اتاتورك بعينيه الزرقاوين الجامدتين كما بثت المحطات التلفزيونية افلاما تسجيلية عن انتصاراته والايام الاولى للدولة العلمانية. اما صحيفة "ميلي جازيت" الاسلامية فقد اكتفت بنشر صورة صغيرة للعلم التركي احتفالا بالمناسبة. وفي اطار الاحتفال تمر سفن حربية في البوسفور الذي يشطر مدينة اسطنبول الى شطر أوروبي وآخر آسيوي. فميثاق الجيش ينص على انه حامي الدولة العلمانية التي أعلنت قبل 75 عاما متبنية نظاماً موالياً للغرب. ومن هذا المنطلق، وعلى مدى الأربعين عاماً الماضية، قام الجيش التركي بثلاثة انقلابات، اطاحت حكومات مدنية من بينها حكومتان رأسهما الرجل الذي رأس احتفالات اليوم سليمان ديميريل.