فرّ 476 سجيناً، معظمهم من عناصر حركة «طالبان»، من سجن قندهار جنوبافغانستان ليل الاحد - الاثنين، عبر نفق طوله 360 متراً حفروه طيلة خمسة شهور مع رفاق لهم من خارج السجن. ووصف وحيد عمر الناطق باسم الرئيس الافغاني حميد كارزاي عملية الفرار بأنها «كارثة ونكسة ما كان يجب ان تحصل». وكانت «طالبان» شنت هجوماً واسعاً على سجن قندهار في 13 حزيران (يونيو) 2008، أثمر تحرير اكثر من 1200 سجين نصفهم من عناصرها. وأبلغ الملا غفور، أحد نشطاء الحركة، «الحياة» في اتصال هاتفي اجرته معه ان عناصر «طالبان» حفرت النفق المؤدي الى السجن في أرض زراعية لا صخور فيها، واستفادت من وجود أشجار في المنطقة لتغطية عمليات الحفر. وأشار الى تشكيل «طالبان» لجنة ضمت خمسة من معتقليها في السجن لتنسيق عملية «الهروب الكبير» مع متعاونين في الخارج وباقي السجناء، ثم نظمت بعد انجاز النفق السبت الماضي، عملية خروج السجناء من العنابر تحت جنح الظلام، وذلك بدءاً من الساعة 11 ليلاً وحتى الثالثة فجراً، حين خرج آخرهم عبر النفق. وكشف غفور أن عشرات السيارات التابعة لمقاتلي «طالبان» انتظرت الهاربين في مناطق بعيدة من السجن، ثم نقلتهم في مواكب باتجاهات عدة لتفادي احتمال الملاحقة من جانب القوات الأفغانية أو قوات حلف شمال الاطلسي (ناتو) المنتشرة في المنطقة، مشيراً الى ان مجموعة كوماندوس انتحارية تمركزت قرب السجن من دون ان تضطر الى التدخل. وشكل ذلك نكسة للقوات الحكومية والاجنبية بعدما كانت كثفت حملاتها في العامين الاخيرين جنوبافغانستان لمحاولة حسم المعركة في معقل «طالبان» التي شنت اخيراً هجمات جريئة عدة على اهداف حساسة وتخضع لحماية كبيرة نفذها رجال ارتدوا بزات للجيش الافغاني، ما اثار مخاوف من تسللهم الى صفوف القوات الافغانية، بعدما احرزت الحركة تقدماً ميدانياً خلال الأعوام الأخيرة. ورفض الملا غفور التعليق على أنباء عن إمكان تعاون عدد من مسؤولي السجن أو أجهزة الأمن الأفغانية في قندهار لإنجاز عملية الهروب، وعلّق على ذلك بالقول: «إذا حصل هذا التعاون فيعني ذلك ان الأميركيين وحكومة كارزاي يجب ان لا يعتمدوا على القوات الحكومية في حال نجحت طالبان في اختراقها، وتجنيد عناصر فيها». وأعلن الملا غفور ان «حوالى 200 قائد ميداني اسير» من «طالبان» انضموا الى لائحة الفارين من سجن قندهار. لكن مصادر في قندهار وكابول وصفت السجناء الهاربين بأنهم «مقاتلون وقادة غير مهمين او مؤثرين في الحركة، فيما يعتقل القادة المهمون في قاعدة بغرام الجوية الأميركية (شمال كابول) لمنع أي فرصة لهروبهم في ظل تمتعها بحراسة مشددة وصعوبة حفر انفاق حولها». ونقلت تقارير عن مصادر في كابول ان عملية الهروب قد تكون نفذت من خلال تنسيق الجهود بين «طالبان» وزعماء القبائل في جنوبأفغانستان، وربما مافيا المخدرات التي ربما سهلت العملية من داخل السجن في مقابل سكوت الحركة عن تهريب المخدرات جنوبأفغانستان، فيما لم تستبعد مصادر اخرى احتمال تواطؤ أجهزة حكومية في العملية في اطار صفقة تهدف الى الإفراج عن معتقلي «طالبان» في مقابل موافقة الحركة على المشاركة في جهود المصالحة الوطنية والحوار مع الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية في أفغانستان.