يلتئم شمل الأسرة الكروية الخليجية لكرة القدم في الخامسة والربع من مساء اليوم على استاد البحرين الوطني، عندما يعلن أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة افتتاح دورة كأس الخليج الرابعة عشرة. عروض رياضية وفولكلورية وغنائية، ولوحات عدة تجسد التراث والوفاء للتراب وماء الخليج والترحيب بالاشقاء... عناوين لا تتغير وإن تغيرت اللوحات... ومن هنا تحديداً سر تمسك الخليجيين بدورتهم الأم التي نزلت "برداً وسلاماً" عليهم وكانت من منعطفات نهضتهم ككل... لا يرضون عنها بديلاً، ويسخرون من كل الأصوات التي تنادي بإلغائها بحجة أنها لم تعد تضيف على القيمة الفنية جديداً. الفرسان ستة، واللذان سيطلان على الساحة بعد مهرجان الافتتاح مباشرة هما البحريني، صاحب الأرض والجمهور، والإماراتي، والقاسم المشترك بينهما أن الكأس لم تبتسم لهما ولو مرة واحدة حتى اليوم، على غرار العُماني. والثلاثة الآخرون هم الكويتي الذي قد يصوم عن ألقاب كثيرة ليفطم على كأس هذه المسابقة تحديداً بدليل أنه وضعها في خزائنه ثماني مرات حتى الآن مقابل مرة واحدة لكل من القطري والسعودي. وسقى الله تلك الأيام التي كان يقف فيها منتخب العراق موقف الند فاستسلمت له الكأس ثلاث مرات قبل أن يُبعد عن المسابقة بعد الغزو العراقي للكويت. روح الدورة لا تعادلها روح مسابقة أخرى في العالم العربي... الخصوصية فارضة نفسها بدرجة امتياز، والتكهن بهوية الفائز بكل من المباريات الخمس عشرة ضرب من المستحيل. في العالم مونديال واحد... وفي منطقة الخليج مونديالان، يطل أحدهما برأسه مرة كل أربع سنوات في حين يطل الثاني مرة كل سنتين... ولا يحس بقيمة المونديال الخليجي إلا من يغطس في مياهه. لننتظر حتى الثاني عشر من الشهر المقبل لنزف الفارس الجديد.