استقر سعر خام القياس "برنت" نسبياً في المعاملات التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن امس في حدود 14.15 دولار للبرميل لعقود تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال متعاملون ان السوق تعدل اسعار الخام بعد ان انحسرت المخاوف من اثار "الاعصار جورج" وعودة المصافي، التي أغلقت بسببه، الى العمل من جديد. واستبعدت السوق أن يترك الاجتماع الذي عُقد في المكسيك امس بين وزراء نفط المملكة العربية السعودية وفنزويلا والمكسيك أثراً كبيراً في الاسعار اذ من غير المتوقع الاتفاق على خفوضات جديدة، لكن انباء اشارت الى ان الوزراء يحاولون وضع ترتيبات وخطط لحصص الانتاج السنة المقبلة قد ترتكز على "احترام الالتزامات الحالية المكسيك وفنزويلا وخفض جديد في انتاج دول خليجية". وكان وزير النفط الفنزويلي اروين ارييتا قال فور وصوله الى كانكون: "ليس مدرجا على جدول الاعمال مناقشة اجراء مزيد من خفض الانتاج". واضاف: "لسنا بحاجة لمناقشة مزيد من الخفض ولدينا جدول اعمال مفتوحاً وسنناقش مجموعة واسعة من المسائل الاخرى". وتناقش الدول الثلاث المسار المحتمل لاسعار النفط السنة المقبلة بعد ان قادت جولتين من خفض الانتاج العالمي للنفط من اجل دعم الاسعار المتهاوية. وكان وزير الطاقة المكسيكي لويس تيليز قال اخيراً: "ان الوزراء الثلاثة سيحللون اوضاع السوق بعد اتفاقي الرياض وامستردام اللذين خفضا المعروض النفطي الدولي بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا". واتيحت للدول المنتجة فترة لالتقاط الانفاس مع انتعاش الاسعار الى حدود 16 دولاراً منذ تدنيها في منتصف حزيران يونيو الماضي الى 11.40 دولار للبرميل في تعاقدات النفط الخام الاجلة في نيويورك. ويخشى عدد من المحللين الا يستمر الارتفاع الذي تحقق في الربع الثالث من السنة فترة طويلة بسبب تباطؤ متوقع في نشاط مصافي النفط في الولاياتالمتحدة واوروبا وآسيا في الربع الاخير اضافة الى عودة تدفق الامدادات من نيجيريا وبحر الشمال. وقال مصدر من اميركا اللاتينية رويتر قريب من محادثات كانكون "ان السعودية تطلب تأكيدات بأن تلتزم المكسيك وفنزويلا بمستويات الانتاج الحالية في السنة المقبلة اذا لزم الامر، وفي المقابل ربما تبحث السعودية مع دول منتجة خليجية اخرى في تحمل العبء الاكبر في أي خفوضات جديدة يتطلبها الامر". وامتنع وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي لدى وصوله الى المكسيك عن الادلاء بتصريحات لكنه قال: "اسعار النفط تعلو وتهبط ... لا تقلقوا في شأنها". وكان من المقرر ان يعقد الوزراء الثلاثة مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد اغلاق اسواق المعاملات النفطية الاجلة في نيويوركولندن.