ارتفعت أسعار النفط أمس، في وقت أكدت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أن هناك مؤشرات واضحة على أن السوق تستعيد توازنها، بالتزامن مع تأثر الإنتاج الأميركي بالإعصار «نيت». وجرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 49.65 دولار للبرميل بارتفاع 0.1 في المئة، عن الإغلاق السابق. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 0.2 في المئة، إلى 55.91 دولار للبرميل. ويؤكد متعاملون أن الأسعار تلقت دعماً في وقت تؤكد «أوبك» أن أسواق النفط تستعيد توازنها سريعاً بعد فائض في الإنتاج امتد لسنوات. كما تتلقى الأسعار في الأجل القصير دعماً من الولاياتالمتحدة، إذ توقف 85 في المئة من إنتاج النفط في خليج المكسيك بعد الإعصار «نيت» وفقاً لما أعلنه مكتب السلامة وحماية البيئة التابع لوزارة الداخلية الأميركية أول من أمس. وأجلت شركات النفط موظفين من منصات نفطية في الخليج وقلصت إنتاج النفط قبيل العاصفة التي ضربت المنطقة في مطلع الأسبوع. ويقول متعاملون إنهم لا يتوقعون أن تستمر التعطيلات طويلاً. إلى ذلك، دعا الأمين العام ل «أوبك» محمد باركيندو منتجي النفط الصخري الأميركي إلى المساعدة في خفض الإنتاج العالمي، محذراً من احتمال الحاجة إلى تدابير استثنائية العام المقبل للمحافظة على سوق متوازنة في الأجل المتوسط إلى الطويل. وقال: «نناشد أصدقاءنا في الأحواض الصخرية بأميركا الشمالية تحمل هذه المسؤولية المشتركة بكل الجدية التي تستحقها، في وقت تمّ تعلم أحد الدروس الرئيسة من الدورة الفريدة الحالية التي يقودها المعروض». وجاءت تصريحات باركيندو خلال خطاب ألقاه خلال مؤتمر للطاقة في نيودلهي. وقال «في الوقت الحالي نحن متفقون (أوبك والمنتجون المستقلون في الولاياتالمتحدة) على أننا نتحمل مسؤولية مشتركة للحفاظ على الاستقرار، لأننا أيضاً لسنا بعزلة عن أثر الاتجاه النزولي»، في إشارة إلى تراجع أسعار النفط التي دفعت «أوبك» لإبرام اتفاق لخفض الإنتاج في أواخر العام الماضي. وتابع: «المستقلون أنفسهم يقولون نحن في حاجة إلى مواصلة هذا النقاش». وفي حين تخفض «أوبك» وبعض المنتجين الآخرين، بما في ذلك روسيا، الإنتاج هذه السنة من أجل دعم الأسعار، ارتفع الإنتاج الأميركي بنحو عشرة في المئة منذ مطلع السنة بقيادة شركات إنتاج النفط الصخري بشكل رئيس. وقال باركيندو إنه يأمل «في أن ينضم المنتجون الجدد وليس فقط شركات إنتاج النفط الصخري الأميركي إلى خفوضات الإنتاج». وأضاف في وقت لاحق على هامش المؤتمر، أن «التوازن بين الطلب والعرض سيعود من خلال السحب الكبير من المخزون الذي نشهده في مناطق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشكل مكثف جداً»، لافتاً إلى أن «خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط شهدنا سحباً من المخزون عند مستوى 130 مليون برميل يومياً». وهدف خفوضات «أوبك» حفض مستوى مخزون النفط في الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى متوسط خمس سنوات. وقال باركيندو إن «الزيادة في المخزون مقارنة بمتوسط خمس سنوات بلغت 171 مليون برميل في آب (أغسطس) مقارنة ب 338 مليوناً في مطلع السنة»، مضيفاً أن «وتيرة السحب من المخزون تسارعت نتيجة النمو المتوقع للطلب في النصف الثاني من السنة، بنحو مليوني مليون برميل يومياً. نشهد عودة سريعة لسوق متوازنة». في السياق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قوله إن الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط ناجح ويبقي أسعار النفط ضمن نطاق مقبول». وأضاف ميدفيديف الذي يزور الجزائر، أن هناك محادثات جارية بشأن انضمام دول أخرى إلى الاتفاق. في سياق منفصل، قال وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خلفية إنه سيتم استكمال خط أنابيب نفط جديد بطاقة 350 ألف برميل يومياً يصل إلى السعودية العام المقبل، لخدمة التوسيع المزمع لطاقة مصفاة بحرينية في حين يتم درس مد خط لأنابيب الغاز. وأضاف في مقابلة أن البحرين تجري مفاوضات في مراحلها النهائية مع شركة متقدمة بعرض تحظى بأفضلية لتوسيع مصفاتها النفطية الوحيدة ومن المتوقع أن يتم التلزيم قبل نهاية السنة». وتبني المملكة أيضاً أولى محطاتها للغاز الطبيعي المسال، التي سستمح لها باستيراد الغاز الطبيعي المسال من أجل الاستخدام المحلي. وقال محمد بن خليفة إن من المحتمل أن تستخدم «أرامكو السعودية» المحطة في إطار مخطط أوسع لربط دول الخليج بخط لأنابيب الغاز. إلى ذلك، لفتت مصادر تجارية أمس، إلى أن الأسعار الفورية لخام البصرة الخفيف العراقي تحميل تشرين الأول (أكتوبر) في آسيا، انخفضت لتباع بخصومات سعرية في مقابل سعر البيع الرسمي للخام، وقد تظل ضعيفة لشهر آخر بعدما امتنع العراق عن خفض الأسعار لتشرين الثاني (نوفمبر). وأبقى العراق على سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف إلى آسيا لتشرين الثاني من دون تغيير حتى في وقت خفضت السعودية السعر الرسمي لخامها العربي المتوسط. وتضع الأسعار الرسمية لتشرين الثاني خام البصرة الخفيف عند علاوة تبلغ 40 سنتاً في مقابل الخام العربي المتوسط، ما يجعل الخام العراقي أغلى خام متوسط عالي الكبريت يُنتج في الشرق الأوسط. واعتاد العراق تحديد الأسعار الشهرية لتتماشى مع السعودية، لكن الفجوة السعرية زادت بعدما سجلت «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) طلباً قوياً على نفطها الذي أصبح أساسياً لمصافي النفط في الهند والصين وكوريا الجنوبية.