كشفت مصادر اسرائيلية عن نية الحكومة الاسرائيلية البدء في عملية بناء مستعمرة "هارحوما" اليهودية في جبل أبو غنيم جنوبالقدسالمحتلة خلال "عدة أسابيع"، فيما بدأ المستوطنون اليهود بتمهيد البنية التحتية لإقامة مستعمرة يهودية أخرى في حي رأس العامود في قلب المدينة المقدسة. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتانياهو يعتزم طرح استدراجات عروض البناء في جبل أبو غنيم للراغبين من بين الاسرائيليين "خلال الأسابيع القليلة المقبلة". واكد نتانياهو مجدداً خلال مقابلة أجرتها معه اذاعة الجيش الاسرائيلي فور كشفها عن النبأ "حق اسرائيل" في البناء في القدسالشرقية وقال ان الاتفاقات الموقعة، بما فيها اتفاق اوسلو، "لا تقيد أعمال البناء في المستوطنات اليهودية ولا تنص على وقفها". وعملت الجرافات وشركات البناء الاسرائيلية على مدى اشهر في جبل أبو غنيم حيث باتت البنية التحتية للمستعمرة شبه جاهزة. وأدى إعلان حكومة نتانياهو في آذار مارس من العام 1997 إقامة مستعمرة "هارحوما" الى وقف المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي استؤنفت في الشهر الجاري، وأفضت الى التوقيع على اتفاق مرحلي جديد بين الاسرائيليين والفلسطينيين ينص أحد بنوده على "وقف الاجراءات الاحادية الجانب التي من شأنها تغيير الوضع الحالي". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائيليين ان السلطة الفلسطينية لن تعارض بناء المستعمرة اليهودية في جبل أبو غنيم، فيما أكد مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية السيد فيصل الحسيني رفض الفلسطينيين أي اجراء يمس بالوضع القائم في القدس. وقال الحسيني لپ"الحياة" ان القدس من القضايا التي ستطرح على طاولة مفاوضات التسوية النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأضاف ان "أي مس بهذا الوضع مخالف للشرعية الدولية ولجميع الاتفاقات الموقعة". وشدد المسؤول الفلسطيني على حق الفلسطينيين "في الدفاع عن مدينتنا والصيغة المستقبلية لهذه المدينة"، موضحاً ان الفلسطينيين "لن يقبلوا بتكريس ما يدور في مدينة الخليل على القدس، حيث ستصبح مناطق من مدينتنا محرمة علينا بسبب فرض وجود استيطاني فيها". ورأت محافل سياسية اسرائيلية ان اختيار نتانياهو توقيت الاعلان عن طرح عطاءات البناء غداة عودته من واشنطن بعد التوقيع على اتفاق واي بلانتيشن، جاء لامتصاص غضب المستوطنين اليهود الذين أعلنوا أمس انه لم يعد يمثل "المعسكر الوطني" في اسرائيل وانهم بدأوا البحث عن بديل. وقالت المصادر ذاتها ان نتانياهو يريد ان يثبت لليمين المتطرف في الدولة العبرية انه مستمر في سياسة التوسع الاستيطاني التي انتهجها منذ توليه سدة الحكم. وبدأ المستوطنون اليهود بالتمهيد لإقامة مستوطنة يهودية في حي رأس العامود حيث يقطن نحو 30 ألف فلسطيني، وهي المستعمرة الأولى التي ستبنى في القدس داخل حي عربي. وقالت مصادر المستوطنين إن أعمالهم تدخل في اطار القانون وليس هنالك ما يمنع البدء في بناء المستوطنة، خصوصاً ان التراخيص اللازمة تم الحصول عليها من بلدية القدس الاسرائيلية.