واشنطن - رويترز، أ ف ب - توقع الرئيس بيل كلينتون أن تشهد المرحلة المقبلة من عملية السلام مفاوضات صعبة. وقال في كلمة خلال حفلة التوقيع على اتفاق السلام الانتقالي بين الفلسطينيين والاسرائيليين في البيت الابيض اول من امس: "بعد مفاوضات بالغة الصعوبة وطويلة للغاية وبلا نوم توصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق على قضايا ظلوا منقسمين في شأنها لأكثر من 17 شهراً ... والآن يجب على الجانبين أن يبنوا على هذا الامل وأن يبدأوا رحلة صعبة نحو تسوية دائمة". وقال كلينتون ان الاتفاق يعطي الامن للاسرائيليين ومكاسب سياسية واقتصادية للفلسطينيين، مضيفا أنه سيجمع بين رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو والرئيس ياسر عرفات مجددا في وقت ما لانهاء المحادثات. وتابع ضاحكا: "اتفقنا كلنا على أن نحاول فعل هذا في ظروف تتيح لنا قدرا أكبر من النوم". وأعلن كلينتون انه وافق على السفر الى غزة لالقاء كلمة امام المجلس الوطني الفلسطيني احتفالا بالجلسة التاريخية التي يعقدها المجلس خلال اسابيع لالغاء الفقرات الداعية الى تدمير اسرائيل في الميثاق الوطني الفلسطيني. وقال كلينتون انه سيطلب من الكونغرس الموافقة على تقديم مساعدات اقتصادية خاصة لاسرائيل لمواجهة اعباء سحب قواتها من الضفة الغربية وكذلك تقديم مساعدات للسلطة الفلسطينية لمواجهة اعباء التنمية الاقتصادية. وأعلن ان عرفات ونتانياهو وافقا على بدء مفاوضات الوضع النهائي فور التوقيع على هذا الاتفاق، كما اعلن انه قدم الدعوة لهما لمواصلة المحادثات مستقبلا. وعن قضية الجاسوس الاميركي جوناثان بولارد المحكوم عليه بالسجن المؤبد للتجسس على اميركا لصالح اسرائيل، قال كلينتون: "وافقت على النظر في هذا الامر بجدية بناء على طلب رئيس الوزراء. ولم التزم في ما يتعلق بنتيجة ذلك". وأشاد الرئيس الاميركي بحرارة بالعاهل الاردني الملك حسين على مساهمته في التوصل الى الاتفاق، معتبرا ان العاهل الاردني هو "التجسيد الافضل لماضينا والاكثر اشعاعا لامالنا المستقبلية". واضاف: "نحن والعالم مدينون له كثيرا". من جهة اخرى، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في بدء حفلة التوقيع الاتفاق ان الاتفاق الانتقالي وضع حدا "لطريق مسدود خطير" في الشرق الاوسط. وأشارت الى ان "حفلة اليوم تشكل ذروة جهود استمرت نحو العام ونصف العام" و"تضع حدا لطريق مسدود خطير كان يسبب تآكل الثقة وامكان تحقيق أي تقدم". وحيّت "شجاعة" المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين و"حكمة" العاهل الاردني و"تصميم" الرئيس الاميركي. وقالت ان الاتفاق محطة على الطريق وليس نهاية الطريق. واضافت: "نلتقي اليوم لا لنشهد نهاية وانما لنشهد فصلا جديدا في السعي من اجل السلام الدائم مع الامن والعدالة في الشرق الاوسط". وتابعت ان "اتفاق اليوم محطة مهمة على الطريق الصاعد نحو السلام. ويجب على الاطراف ان ترتفع الى مستوى التحدي المتمثل في تنفيذ التزاماتها". وأعربت اولبرايت عن املها في ان يؤدي الاتفاق الى حركة نحو امام على المسارات الاخرى في عملية السلام وفي السلام بين اسرائيل والدول العربية. وتعهدت وزيرة الخارجية الاميركية بالعمل مع الجانبين من أجل حل الخلافات التي قد تظهر والعمل بروح السلام.