ميز التشكك العميق ردود الفعل الأولية للشارع الفلسطيني أمس بعد ورود أنباء عن التوصل الى اتفاق بين القيادة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية بتدخل أميركي ضاغط، وذلك على رغم الاهتمام الشديد الذي أبداه الفلسطينيون بما يجري في واي بلانتيشن. لكن سرعان ما تبددت آمال الفلسطينيين بانتصار سياسي حين نشرت بنود الاتفاق التي رأوا فيها انصياعاً للمطالب الاسرائيلية، وان تضمنت قبولاً اسرائيلياً بالنسبة الى الجغرافيا الواردة في المبادرة الأميركية. واعتبر محمود من مدينة رام الله في الضفة الغربية انه حتى لو رضي الفلسطينيون بما ورد في الاتفاق فإن الطرف الاسرائيلي "سيجد ألف ذريعة" للتهرب من تنفيذه ان لم ينسفه وزاد ان تجربة السنوات الماضية مع حكومة بنيامين نتانياهو أفقدت الفلسطينيين الثقة بكل ما يصدر عن هذه الحكومة. وقال: "لا أؤمن بنتانياهو فهو ليس رجل سلام". وتدخل "أبو ابراهيم" الذي وقف خلف كشك لبيع الصحف قرب مسجد جمال عبدالناصر، وقال: "التوقيع على الاتفاق لا يعنينا، المهم ان يتم تنفيذ ما اتفق عليه، سيعودون الى البلاد ويبدأون مجدداً مسلسل التفاوض الذي حفظناه منذ زمن ولن يتغير شيء". وأوضح ان اتفاق الخليل الذي وقعه نتانياهو مطلع 1997 لم ينفذ من بنوده سوى تلك التي تخص الاسرائيليين والآن "يتوصلون الى اتفاق لتنفيذ ما اتفق عليه في اتفاق سابق وهكذا دواليك". وفي غزة رويترز، قال الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين ان الاتفاق الامني الفلسطيني - الاسرائيلي "لا قيمة له" ولن يوقف الهجمات على اسرائيل. وقال مشيراً الى الجناح العسكري للحركة ان "من يعتقد انه يستطيع القضاء على نشاطات كتائب عزالدين القسام وحماس يخدع نفسه". وتابع ان زيادة التعاون الأمني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية قد تحد لفترة نشاط "حماس" لكنها لن توقفه. وذكر ان الحركة ستكون معارضة سلمية للرئيس ياسر عرفات ولن تسمح بقتال بين الفصائل الفلسطينية. لكنه أضاف ان معارضة الحركة الاحتلال الاسرائيلي "ستظل مقاومة عسكرية مسلحة بأي اسلوب متاح الى ان ينتهي الاحتلال"