برنامج "مع الظرفاء" الذي يخصصه "راديو مونت كارلو" لنجوم الكوميديا في العالم العربي، يستضيف هذا الاسبوع وعلى مدى اسبوعين، اليوم والخميس المقبل الفنان السوري رفيق السبيعي المعروف ب "ابو صيّاح" الذي انتهى اخيراً من تصوير المسلسل التلفزيوني "البحر ايوب" الذي من المرجح ان يعرض خلال شهر رمضان المقبل، وهو مسلسل تاريخي معاصر. وتحدث ابو صيّاح عن ايام الطفول والحي الدمشقي الذي نشأ فيه. ومذكراته ستصدر قريباً في كتاب بعنوان "ثمن الحب". قال رفيق السبيعي: "لقد احببت الفن وعانيت منه ودفعت ثمن هذا الحب. ذلك ان بداياتي كانت قبل ظهور التلفزيون والاذاعات وقبل ان يكون هناك وزارة اعلام ووزارة ثقافة ومسارح، فغامرت هذه المغامرة ولم يكن للفن قيمة اطلاقاً ولم يكن لدي بصيص امل. عشت الحرب العالمية الثانية طفلاً في عائلة فقيرة جداً وفي جو متحفظ جداً وبيتنا لا يكاد يبعد الخمسين متراً عن الجامع الأموي في دمشق. عشت في اجواء الجوامع واستفدت منها". وعن مسارح المنوعات المتنقلة بين المحافظات قال ابو صيّاح انها كانت تفرض على المشترك فيها ان يكون متقناً لاكثر من عمل. فكان يمثل ويغني فيها الاغنيات الرائجة في ذلك الوقت. وفيما بعد انتقل الى الاغنية الضاحكة التي بدأ المشوار معها في الاذاعة عام 1961 ورصيده اليوم منها اكثر من مئة اغنية. وشخصية ابو صيّاح هي رمز للشخصية الشعبية الدمشقية تعيش في الاحياء الدمشقية القديمة نقلها الى الجمهور بقليل من التشذيب والتجميل الفنيين وهي ساكنة في اعماقه. وعن سؤال حول المسرح اليوم في سورية قال رفيق السبيعي: "للأسف الشديد المسرح لم يعد له وجود بعد ظهور التلفزيون واخيراً القنوات الفضائية. فجمهورنا لا يزال ينظر الى الفن كمادة ترفيهية لا اكثر ويفضل مشاهدة دراما تلفزيونية وهو "لابس البيجاما وعم يتعشى" بدلاً من ارتداء البدلة والذهاب مع الزوجة الى المسرح، متناسياً المقولة الشهيرة "اعطني خبزاً ومسرحاً أعطك أمة راقية". وعن الكوميديا قال رفيق السبعي انها "قطع نادر لانها تعتمد على كاتب يرى الدنيا بمنظار ضاحك وهذا ليس بالمتوفر. ويأسف لأن البعض سيّس المسرح وخلط الاوراق لجذب الجمهور اليه مثل مسرحية "الزعيم" ومسرحيات دريد لحام الاخيرة".