لندن - "الحياة"، أ ب، أ ف ب - ذكرت أنباء صحافية بريطانية أمس ان الادارة الأميركية تمارس ضغوطاً خفية على لندن لمنعها من تسليم ديكتاتور تشيلي السابق أوغوستو بينوشيه الى اسبانيا. وكشفت الصحف البريطانية أيضاً ان بينوشيه التقى رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر وزوجها قبل يومين من دخوله الى المستشفى. وأعلن أحد القضاة الاسبان الذين طالبوا لندن بتسليم بينوشيه الغاء طلبه ليفسح المجال أمام زميله الآخر الذي يملك وقائع أكثر لكي ينفرد بطلب التسليم، فيما تتعرض الحكومة الاسبانية لضغوط شعبية تحضها على اطلاق يد القضاء لمحاكمة بينوشيه. وذكرت صحيفة "الغارديان" ان الحكومة الاميركية تمارس ضغوطا خفية على بريطانيا لمنعها من تسليم اسبانيا الجنرال بينوشيه، وان واشنطن تأمل بذلك في الحؤول دون الكشف عن مشاركة مستشارين اميركيين في الانقلاب العسكري الذي قام به في 1973 وفي عمليات القمع التي تلته. واكدت "الغارديان" ان 400 "مستشار" اميركي ساعدوا بينوشيه. وكان الديكتاتور السابق المعتقل حاليا في مستشفى لندني اوقف الجمعة الماضي بناء على طلب قاضيين اسبانيين يحققان في اختفاء عدد من التشيليين الاسبانيي الاصل ابان النظام العسكري. ثاتشر وفي لندن أيضاً تناولت رئيسة الوزراء المحافظة البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر الشاي مع بينوشيه قبل يومين من دخوله الى احد مستشفيات لندن. واكد أمس ناطق باسم ثاتشر التي ترجع معرفتها بالجنرال التشيلي الى 18 سنة وكان يبدي دائما اعجابه بها، ، حصول المقابلة، رافضا كشف فحوى المحادثات الشخصية. وذكرت الصحف ان اوغوستو بينوشيه الذي كان يبعث خلال كل زيارة يقوم بها الى بريطانيا وروداً وشوكولاته الى رئيسة الوزراء السابقة التي تولت منصبها طوال 11 عاماً، زار منزل دينيس ومرغريت ثاتشر في لندن. وافادت صحيفة "ذي ميرور" ان ثاتشر استقبلت الجنرال شخصياً على عتبة منزلها ثم رافقته عند خروجه وهي تساعده على المشي، وودعته بإشارة من يدها فيما كانت سيارته تبتعد. واشادت ثاتشر باستمرار بالمساعدة اللوجستية التي قدمها الجنرال الى بريطانيا خلال حرب فوكلند اثر اجتياحها من قبل الارجنتينيين في 1982. كما انها وجهت علناً تهانيها الى الديكتاتور السابق لانضمامه الى مبدأ التبادل الحر و"اعتناقه" المتأخر للديموقراطية. ورفض الناطق باسم رئيسة الوزراء السابقة التعليق على توقيف بينوشيه. وفي اسبانيا انسحب أحد القضاة من التحقيق مع بينوشيه، في محاولة لتعزيز طلب تسلمه من بريطانيا. وقرر القاضي مانويل غارثيا كاستيون الانسحاب وتسليم ملفاته الى زميله بالتازار غارزون. وكان القاضي كاستيون يحقق في اختفاء 4000 مواطن من تشيلي خلال حكم بينوشيه 1973 - 1990 و94 اسبانياً، وبانسحاب كاستيون من القضية سيضيف غارزون إلى طلب تسليم بينوشيه وقائع جديدة قوية.