أثارت نتائج محادثات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض غضباً فلسطينياً وارتياحاً اسرائيلياً. وحمل الفلسطينيون في شدة على الموقف الأميركي المتساهل من نتانياهو الذي تباهى بخروجه من البيت الأبيض "منتصراً". واتهم وزير الثقافة الفلسطيني السيد ياسر عبدربه الإدارة الأميركية بممارسة لعبة "قذرة" على حساب الفلسطينيين. وأبلغ عبدربه "الحياة" ان الأميركيين "يلعبون لعبة خبيثة وقذرة ويحاولوا الانابة عن الفلسطينيين في طرح بعض القضايا لمحاولة الوصول الى ما يسمى بحلول وسط". وانتقد الوزير الفلسطيني في شدة "خداع الأميركيين الذين يلعبون لعبة مزدوجة"، موضحاً أنه في الوقت الذي تظهر الادارة الأميركية تضايقها من سياسة نتانياهو "تحاول عملياً استخدام تصلب نتانياهو من أجل مطالبة الجانب الفلسطيني والأطراف العربية بتقديم المزيد من التنازلات". وأعرب عبدربه قبل ساعات من لقاء الرئيس ياسر عرفات الرئيس الأميركي في واشنطن عن تشاؤمه من امكان التوصل الى نتائج ايجابية من هذه الاجتماعات. وقال: "لا اعتقد ان هناك أي نتيجة من مفاوضات واشنطن"، مشدداً على أن "لا تراجع عن الموقف الفلسطيني المتمثل بضرورة وقف النشاط الاستعماري اليهودي في الأراضي الفلسطينية وطرح برنامج وجدول للانسحاب الاسرائيلي من كل أراضي الضفة الغربية ما عدا تلك المتعلقة بقضايا الحل النهائي". وأشار الى أن أي محاولة للمساومة على هذا الموقف تعني "الانهيار الكامل لركائز الاتفاقات وأسسها". وأضاف المسؤول الفلسطيني ان هذا يعني "ان لا قيمة للدور الأميركي"، وقال: "ستنكشف حقيقة الدور الأميركي في الايام والأسابيع المقبلة". في مقابل ذلك توقعت أوساط اسرائيل، وقبل ان تحط طائرة نتانياهو في مطار تل أبيب، ان يتم استقباله بحفاوة من أقطاب ائتلافه الحكومي وزعماء المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية. وقالت هذه المصادر ان نتانياهو التزم قرارات مجلسه الوزاري وأصر على الانسحاب من 9 في المئة فقط من الضفة الغربية أو الانسحاب من 10 في المئة من هذه الأراضي "على مراحل ثلاث" اذا ما تخلى الفلسطينيون عن المطالبة بتنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار. وعكست تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ارتياحاً كبيراً لما أسفرت عنه لقاءات نتانياهو والمسؤولين الأميركيين. وقال عضو الكنيست اليميني عوزي لانداو ان نتانياهو تمكن من عرض موقف اسرائيل تماماً كما اتفق عليه داخل مجلس الوزراء الاسرائيلي وأعرب حزب المفدال الديني المتطرف عن تقديره وارتياحه ل "صمود نتانياهو أمام جميع الضغوط".