تلقى الرئيس اللبناني المنتخب إميل لحود أمس مزيداً من برقيات التهنئة بانتخابه، في وقت ما زال يؤثر الإبتعاد عن الأضواء وينكب على وضع الخطوط العريضة لخطاب القَسَم الذي سيلقيه في المجلس النيابي في 24 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ويدرس ملفات العهد الجديد. وسيعقد بعد ظهر اليوم، في مقر إقامته في النادي العسكري المركزي في محلة المنارة في بيروت، إجتماع عمل مع رئيس الحكومة رفيق الحريري. وعلى رغم التأكيد أن البحث في موضوع الحكومة الأولى للعهد ما زال سابقاً لأوانه، صدرت أمس مواقف منه تركّزت على اختيار تشكيلة وزارية منسجمة، في وقت استمرت ردود الفعل على الإنتخاب. فقد تلقى الرئيس المنتخب أمس المزيد من برقيات التهنئة من: - الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي الذي تمنى للحود "التوفيق في مهامه بما يعزّز مكانة لبنان وصمود أبنائه". - رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أمل بأن "يحقق الوحدة الوطنية وما يصبو إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن وسلام ورفاهية". - سلطان عُمان قابوس بن سعيد الذي شدّد على "عمق العلاقات العُمانية - اللبنانية وأهمية السعي إلى تعزيزها وفتح آفاق جديدة من التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين". - الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي أمل "أن تتطور وتتعمّق خلال العهد العتيد العلاقات الإيرانية - اللبنانية التي ارتقت إلى مستوى جيد مستندة إلى جوامع ثقافية وسياسية عدة". - نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس وزرائها الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ونائبه الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان اللذين هنأه "بالثقة التي أولاه إياها الشعب اللبناني". - أمير منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي تمنى له "التوفيق والنجاح". ومن الذين أبرقوا أيضاً الأمين العام لمنظمة المدن العربية عبدالعزيز يوسف العدساني والشيخ منصور بن ناصر بن عبدالعزيز. واتصل به مهنئاً الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة في الجيش السوري العماد الأول حكمت الشهابي. وفي المواقف، قال النائب بطرس حرب بعد لقائه رئيس الجمهورية الياس الهراوي أن "البلاد تمرّ في مرحلة تفصل بين محطتين كبيرتين: لملمة شتات الدولة ومؤسساتها التي واجهت عقبات متعددة، وبناء دولة القانون والمؤسسات على أسس جديدة". وعن شكل الحكومة الجديدة، أوضح أن "هذا الأمر يجب أن يبحث مع الرئيس المنتخب الذي تعود إليه طريقة التعاطي مع هذا الملف"، آملاً بأن "تسقط مؤسسة الترويكا فيعود إلى لبنان رأس واحد يتعاون معه الحكومة في ظل حكومة تشكل إنطلاقاً من حاجات البلاد لا إنطلاقاً من مبدأ المحاصصة وتوزيع المغانم في الدولة". وعن سحب ترشحه إلى الرئاسة في مقابل التوزير، أشار إلى أن "الأمرين مختلفان"، موضحاً أنه سيضع نفسه في "تصرف العهد الجديد والرئيس المنتخب كما كان دائماً في تصرف الرئيس الهراوي". ووصف المرحلة المقبلة بأنها "محطة بناء دولة القانون على أسس جديدة ومنهجية جديدة تأخذ في الإعتبار مطالبة اللبنانيين بالإنتقال من فترة النقاهة إلى فترة الصحة". واعتبر "أن الشعب اللبناني سئم من الوزراء الثوابت ويطالب بالتغيير، وأن الثوابت يجب أن يكونوا أصحاب الكفايات والأخلاق والوطنية والقدرة على تحمل المسؤولية وبناء دولة القانون". من السرايا ورحّب نواب "لقاء الإثنين" في السرايا الكبيرة بانتخاب لحود، آملين في أن يكون العهد الجديد عهد بناء دولة القانون والمؤسسات، وأجمعوا على أن الحديث عن الحكومة المقبلة لا يزال سابقاً لأوانه. واستهل رئيس الحكومة نشاطه باجتماع مع نائبه وزير الداخلية ميشال المر الذي أوضح أن "موضوع تشكيل الحكومة لا يزال سابقاً لأوانه ولن يتم الحديث عنها قبل 25 تشرين الثاني المقبل". ولفت إلى أن "اجتماعات العمل ستتوالى بين الرئيس المنتخب والرئيس الحريري لدرس الملفات". وأعلن أن مجلس الوزراء سيعقد غداً الأربعاء جلسة عادية في قصر بعبدا. وقال الوزير عمر مسقاوي أنه لم يسأل الحريري عن الحكومة المقبلة لأنه يقول دائماً أن الوقت لا يزل مبكراً، لافتاً إلى أن "البحث تناول شؤوناً تتعلق بوزارة النقل ومشاريع في طرابلس". ورأى النائب الياس الخازن أن "الرئيس المنتخب لديه ما يكفي من تاريخ وتنشئة وصفات تعرّف عنه ولا لزوم للتبخير". وقال أن "الشعب عبّر عن إرتياحه إلى انتخابه لأنه يتمتع بصفات قيادية وهو ليس في حاجة إلى شهادة من أحد". وتوقّع النائب عاصم قانصوه أن "تضم التشكيلة الحكومية المقبلة نواباً وآخرين من خارج المجلس النيابي يتمتعون بكفايات لتعزيز دور المؤسسات". واعتبر أن "الرئيس لحود سيعمل بتوافق وتناغم مع رئيس الحكومة". ورأى النائب أنطوان إندراوس "أن أمام العهد الجديد إتخاذ قرار جريء بإقفال ملف المهجّرين باستكمال المصالحات". وقال "يمكن إذا لم تتوافر الأموال، أن تدفع تدريجاً وإذا أوقفت الدفعات السياسية يقفل الملف ب500 مليون دولار أو 600 مليون". وقال النائب أنطوان حداد "أن الحكومة الأولى للعهد ستكون مرآته"، مشدداً على "ضرورة حصول تغيير في الوجوه السياسية وأن يأتي إلى الحكم وزراء نظيفو الكف والسيرة"، معتبراً أن برنامج الرئىس لحود "كان واضحاً من كلمته الأولى". وطمأن في شأن البيان الوزاري إلى "أن الكلمة التي لن تُنفّذ لن تقال". وقال النائب حسين الحاج حسن "لا يكفي إنتخاب العماد لحود رئيساً من أجل إحداث تغيير، وإنما يجب أن تكون هناك خطوة أخرى هي تشكيل الحكومة الجديدة وتحديد إتجاهاتها السياسية والإدارية"، معتبراً أن "الوزراء الذين وضعت على أسمائهم علامات إستفهام لن يعودوا إلى الحكومة المقبلة". وأوضح "أن "حزب الله" لم يتخذ أي قرار بعد في شأن المشاركة في الحكومة الأولى"، وتوقع أن يكون الحريري رئيساً لها. واعتبر النائب جهاد الصمد أن "العهد المقبل يجب أن يكون عهد المؤسسات وتطبيق دولة القانون"، ورأى أن توجه الرئيسين لحود والحريري "يصب في خط واحد هو تحقيق دولة المؤسسات". ولفت إلى أن الحديث عن الحكومة المقبلة "سابق لأوانه". ورأى النائب أحمد فتفت "أن أول استحقاق في العهد المقبل هو تشكيل الحكومة"، معتبراً أن "أمامه ثلاثة ملفات تشكل أولوية في الإصلاح الإداري والإقتصادي والسياسي. فمن دون إصلاح سياسي لا يمكن الخروج من ذهنية المحاصصة". وسأل "هل يُسمح للرئىس لحود بأن يتجاوز العقبات التي إعترضت غيره؟". مواقف أخرى وفي إطار المواقف، رأى الوزير غازي سيف الدين أن لبنان بإجماعه على إختيار العماد لحود رئيساً "أكد ثوابته الوطنية والقومية والتزام وحدته وسيادته وعروبته وتكامل علاقته مع سورية". وأوضح النائب علاءالدين ترّو أن عدم مشاركة "جبهة النضال الوطني" برئاسة الوزير وليد جنبلاط في جلستي التعديل والإنتخاب "لا يعني مقاطعة الدولة". وقال أن للوزير جنبلاط وللحزب التقدمي الإشتراكي "مواقف مبدئية من موضوع الإنتخابات الرئاسية ليست ضد الرئيس شخصياً، وما يهمّنا هو البرنامج وعلى أساسه نحدد موقفنا". واعتبر النائب قبلان عيسى الخوري أن "قوة لحود ونزاهته تمكّنانه من إتخاذ مواقف وقرارات تصب في مصلحة الشعب اللبناني وسيكون في رئاسة الجمهورية غير طائفي"، متمنياً "أن يكون رئيسا المجلس النيابي والحكومة كذلك". وقال النائب ربيعة كيروز أن لحود "قادر على إعادة الأمل إلى اللبنانيين وإخراجهم من دوامة الألم والقهر التي يعيشونها منذ سنوات عدة". وطالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالامير قبلان الرئىس المنتخب "بإحداث ثورة تغييرية في مختلف الإتجاهات تبدأ بحكومة جديدة تكون مؤتمنة على المصالح الوطنية ومنزّهة عن الإعتبارات التي تعيق إنطلاقة البناء الصحيح للوطن". ودعا السياسيين إلى "تخفيف خطاباتهم والإكثار من الأعمال". واعتبر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار زكّا الأول عيواص في برقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب أن "ماضي العماد لحود المجيد خير دليل إلى مستقبل باهر للبنان بقيادته الحكيمة".