قال موقع اخبار بلدنا الاردني:"رغم إقتراب الذكرى الثالثة عشرة لوفاة الراحل الملك حسين بن طلال في عام 1999، إلا أن الحديث عن حقبة الأيام الأخيرة من حياته لا زالت تستأثر بالإهتمام الشديد، والمتابعة الدائمة، إذ كشف رئيس الوزراء الأردني السابق فايز الطراونة أنه كرئيس للحكومة في تلك الحقبة فقد جهز جميع الإجراءات الدستورية والقانونية المتعلقة بوفاة الملك حسين، ومنها شهادة الوفاة وبيان النعي وهو لا يزال على قيد الحياة إنفاذا لوصية الملك الراحل قبل دخوله في آخر غيبوبة لم يستفق بعدها، إذ طلب منه الملك حسين أن تسير كل المسائل المتعلقة بوفاته من غير أي هزة تذكر، لأن العالم – والكلام للملك الراحل- سيراقب هذه اللحظات بعناية. ويكشف رئيس الوزراء الأردني السابق الذي قاد السلطة التنفيذية في أدق المراحل والمفاصل التي عاشها الأردن خلال العقود الأخيرة، بأنه في غضون ساعات بعد إعلان وفاة الملك حسين، و نقل العرش دستوريا الى ولي العهد آنذاك الأمير عبدالله بن الحسين العاهل الحالي للأردن، فإنه قد بات في مطار الملكة علياء الدولي لساعات طوال بسبب كثافة الوفود التي وصلت الى عمان للمشاركة في تشييع جنازة الملك الراحل، إذ يؤكد الطراونة أن مفارقات ومشاهد عديدة عاشها في تلك الساعات، إلا أن أقواها هو وصول العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان وليا للعهد وقتذاك، إذ وصل على رأس وفد ملكي كبير. ويشير الطروانة الرئيس السابق للحكومة الأردنية – رئيس ديوان ملكي سابق لمرتين، وسفيرا في الولاياتالمتحدة، ووزيرا لأكثر من مرة- أنه مع نزول العاهل السعودي من الطائرة فقد لفته التأثر الشديد لولي العهد السعودي وقتذاك، حيث إستقبله على أرض المطار، ولاحظ أن عيناه مغرورقتان بالدموع، وحينما تحاذب أطراف الحديث معه في صالة كبار الزوار، ينقل الطراونة عن الملك السعودي القول، أنه ترك أحد أبنائه في غيبوبة في السعودية ليشارك في دفن الملك حسين، مؤكدا أن الأردن والحسين هما بؤبؤ العين بالنسبة الى السعودية، قبل أن يجهش بالبكاء. وتجدر الإشارة الى أن علاقات الأردن والمملكة العربية السعودية رغم قوتها على مختلف الصعد، ولعقود طوال، إلا أن البرودة قد سرت في أوساط هذه العلاقة إبان أزمة الخليج وإحتلال العراق لدولة الكويت عام 1990، إذ وقف الملك حسين موقفا سياسيا إعتبرته الأوساط الخليجية بأنه مؤيد تماما للرئيس العراقي السابق صدام حسين، إذ تمسك الملك الأردني الراحل برفض بلاده لأي تدخل أجنبي في حل القضايا العربية، طالبا من الدول العربية مهلة إضافية لإقناع القيادة العراقية بالإنسحاب من الكويت، إلا أن الجامعة العربية صوتت لصالح قرار الإستعانة بتدخل أجنبي. وبعد نحو عامين من تحرير دولة الكويت عام 1991 أرسل الأردن سفيره مجددا الى الرياض، من بعد إستدعاء للسفراء بين البلدين، ثم ما لبث عاهل الأردن الراحل في عام 1994، إلا أن سافر بشكل مفاجئ الى الرياض في زيارة إتخذت طابع أداء العمرة، قبل أن تتحول الى قمة سياسية أردنية سعودية لوحظ خلالها أن الصفاء السياسي لم يعد الى علاقات عمان الرياض على خلفية المواقف من حرب الخليج الثانية، قبل أن تتوالى زيارات العاهل الأردني الراحل للرياض، فقد لوحظ أيضا بأن الروح تدب من جديد في العلاقة، وأن الأمور تعود الى نصابها السابق تدريجيا. ومع إعلان الأردن على لسان الملك حسين نفسه في عام 1998 أن الملك أصيب مجددا بداء السرطان – المرة الأولى عام 1992 حيث عولج وشفي- ، وأنه يتعين عليه الغياب مطولا عن الأردن للعلاج في الولاياتالمتحدة الأميركية، فقد قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أواخر عام 1998 على هامش زيارته للولايات المتحدة، بعيادة الملك الراحل في جناجه الخاص في مشفى مايو كلينيك، إذ طلب من الوفود مغادرة الجناح، وتحول اللقاء الى إجتماع مغلق حضره السفير السعودي السابق في أميركا الأمير بندر بن سلطان، ونقل خلاله أن الملك عبدالله قد أحضر معه الى المشفى زجاحة فيها ماء زمزم، وقرأ القرآن على الملك حسين بتأثر بالغ".