انقرة، دمشق، الدوحة، باكو - ا ب، رويترز، ق ن ا - عادت تركيا الى التصعيد في الازمة بينها وبين سورية. إذ رفضت امس عرض دمشق اجراء محادثات شاملة، وقالت ان على سورية ان توقف دعمها لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان. واتهمت سورية اسرائيل امس بمحاولة الضغط على دمشق عبر تركيا من اجل الحصول على تنازلات في مفاوضات السلام بين العرب واسرائيل. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان اصدرته أمس: "اننا نطالب سورية بالاستجابة لمطالبنا ... ان القضية الوحيدة على جدول الاعمال التركي" هي حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل منذ 1984 من اجل حكم ذاتي. وأضاف البيان: "ان ما تريده تركيا حالياً هو التأكد من ان سورية اوقفت فعلياً دعمها لحزب العمال". وتحدث اوجلان مساء الخميس في برنامج تلفزيوني جرى بثه على الهواء من مكان سري. وقال مراسل لمحطة تلفزيون "ميد. تي. في" المؤيدة للاكراد ان اوجلان اتصل هاتفياً ببرنامج مناقشات بثته المحطة وقال ان الجيش التركي نفذ عملية واسعة فشلت في اغتياله في التاسع من الشهر الجاري وانه نجا منها. وأدى التصعيد في الضغط التركي على سورية خلال الاسبوعين الماضيين الى مخاوف من اندلاع حرب اقليمية. وتتوقع مصادر ديبلوماسية في انقرة مرحلة جديدة من التوتر في العلاقات السورية - التركية، خصوصاً بعد زيارة الرئيس التركي سليمان ديميريل المتوقعة الاثنين المقبل الى المناطق الحدودية في لواء اسكندرون. وفي الوقت نفسه واصلت وسائل الاعلام التركية حديثها عن الاستعدادات المستمرة للمناورات التي ستجريها تركيا على الحدود مع سورية في منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وفي دمشق، نقلت مصادر رسمية امس عن وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس ان سورية لن تخضع للضغوط وانها ستتمسك بمواقفها "الثابتة والمبدئية مهما كانت التحديات". وكان طلاس يتحدث اول من امس، نيابة عن الرئيس حافظ الاسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية خلال احتفال اقيم لمناسبة يوم القوى الجوية والدفاع الجوي. وطالب في كلمته القوات السورية، بالاستعداد للرد علي اي عمل عسكري محتمل. وقال طلاس "ان المؤامرة الصهيونية التي تخطط لتصعيد الموقف بين البلدين الجارين والشعبين المسلمين في كل من سورية وتركيا لن تؤثر على مواقف سورية المبدئية والثابتة. فسورية لن تكون مطية لتمرير المخططات الاستعمارية المعادية للعرب ولن تتنازل عن حقها المشروع في استعادة الارض والحقوق مهما بلغت التحديات". واعتبر طلاس ان حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "ما زالت متمسكة بأطماعها الصهيونية العدوانية التوسعية في المنطقة وذلك من خلال تعميق تحالفها العسكري مع تركيا التي اندفعت هي الاخرى الى تحريض المجتمع التركي للقتال ضد سورية ... ان العراقيل التي تضعها حكومة نتانياهو في وجه العملية السلمية تقضي على كل أمل في احلال السلام وذلك برفضها التزام مبادئ مؤتمر مدريد وأسسه ومواصلتها تكثيف عمليات الاستيطان وممارسة الحصار والقتل والاعتقال ونشر الارهاب والخراب" وفي إطار التحركات الديبلوماسية، تلقى وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى مساء اول من امس اتصالاً هاتفياً من نظيره التركي اسماعيل جيم. وأفادت "وكالة الانباء القطرية" أنه جرى خلال الاتصال البحث في تطورات الازمة بين تركيا وسورية. من جهة اخرى، دان وزير خارجية اذربيجان توفيق ذوالفقاروف امس بشدة ما سماه النشاطات الارهابية بما في ذلك تلك الموجهة ضد تركيا. وأعرب في تصريحات لوكالة "اناضوليا" التركية اول من امس عن قلق بلاده العميق ازاء التطورات الاخيرة فى العلاقات التركية - السورية. وقال ان توفر الارادة السياسية كفيل بحل المشاكل سلمياً.