القدس المحتلة - واشنطن، رويترز - سافر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن امس الاثنين لاجراء محادثات في البيت الأبيض مع الرئيس بيل كلينتون. وسيبدأ نتانياهو زيارته التي تستمر ثلاثة ايام للولايات المتحدة بالاجتماع مع زعماء اليهود الاميركيين والمؤيدين لاسرائيل في الكونغرس الاميركي. وكان في وداع نتانياهو الذي لا يحمل معه خطة محددة للانسحاب من مزيد من أراضي الضفة الغربية عدد كبير من اعضاء حكومته لاظهار تأييدهم لرئيس حكومتهم اليمينية. وقال ارييل شارون وزير البنية التحتية وهو من اشد المتشددين في الحكومة لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "آمل ان يبذل رئيس الوزراء كل جهده لتحقيق اقصى النتائج ويعرف رئيس الوزراء تماماً اقصى النتائج الممكنة". وأعرب شارون عن اعتقاده بأن اي انسحاب اسرائيلي من الضفة يجب ان يقل عن عشرة في المئة، وهي نسبة تقل كثيراً عما يطالب به الفلسطينيون ويصل الى 30 في المئة من مساحة الضفة. وقالت تقارير وسائل الاعلام ان اسرائيل ستعرض حجم انسحاب نسبته تتراوح ما بين ستة وثمانية في المئة من اراضي الضفة. اما واشنطن فتريد ان يكون الانسحاب الذي طال انتظاره "ملموساً ومعقولاً". وصرح نتانياهو أول من امس الأحد بانه سيطرح على كلينتون اسئلة كثيرة عندما يجتمعان اليوم الثلثاء وانه لا يحمل اجابة بشأن حجم الانسحاب الاسرائيلي من مزيد من اراضي الضفة بموجب اتفاقات السلام الموقعة والى ان تتخذ حكومته قراراً في هذا الصدد في المستقبل. وقال نتانياهو للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء الاسرائيلي الاحد: "نريد ان نعرف اذا كانوا الاميركيون يتحدثون عن عملية اعادة انتشار واحدة ام عمليتين. نريد ان نعرف ما اذا كانوا يفكرون في مراحل في اطار اعادة الانتشار. من الواضح اننا اذا حددنا رقماً، فان ذلك سيثير ردود فعل فورية علنية من قبل الفلسطينيين وربما من جانب الاميركيين. لن يسهم ذلك في خدمة اغراضي". ويلتقي عرفات في البيت الابيض بعد غد الخميس مع كلينتون الذي يدعو لانسحاب "معقول وملموس" للقوات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وربط مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوع الماضي بين الانسحاب وبين التزام منظمة التحرير الفلسطينية بقائمة طلبات تقع في 12 صفحة وحدد مساحات شاسعة من الضفة الغربية باعتبراها "مصالح قومية حيوية" ملمحاً الى انها خارج نطاق التفاوض. ويبدأ نتانياهو زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام للولايات المتحدة بالاجتماع مع الزعماء اليهود الاميركيين والاصوليين المسيحيين المؤيدين لاسرائيل ونيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب، وهو من الحزب الجمهوري، وسيحاول ان يحصل على مساندتهم جميعاً اذا صعد كلينتون الضغط من اجل التوصل الى حل وسط. من جهة اخرى قال مستشار البيت الابيض للأمن القومي صمويل بيرغر مساء الأحد انه يتعين على الزعيمين الفلسطيني والاسرائيلي ان يتخذا "قرارات صعبة" هذا الاسبوع بهدف احياء عملية السلام المتعثرة. وفي برنامج تلفزيوني لشبكة "سي بي اس" قال بيرغر: "هناك شعور بالالحاح وهذا هو الوقت الملائم لاتخاذ قرارات صعبة". وأضاف: "ما نأمل ان يتم هذا الاسبوع مع رئيس الوزراء نتانياهو وبعد ذلك مع رئيس منظمة التحرير عرفات هو ان نناقش معما افكارنا والافكار التي لدينا بشأن تضييق هوة الخلاف والعودة الى المفاوضات الجادة". وتريد واشنطن من اسرائيل الانسحاب من مزيد من اراضي الضفة الغربية وتجميد الاستيطان اليهودي، وتريد من الفلسطينيين قمع المتشددين الاسلاميين والانتقال الى مفاوضات الوضع النهائي.