سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لاستقطاب مزيد من الزوار مع تزايد أعداد الفنادق ومواجهة فائض الطاقة الاستيعابية . قطاع السياحة والفنادق في الامارات بحاجة الى تركيز اهتمامه على الاسواق الخليجية
توقع تقرير أعده "البنك البريطاني للشرق الأوسط" ان تشتد حدة المنافسة في قطاع الفنادق في دولة الامارات العربية المتحدة مع دخول هذا القطاع مرحلة النضج وتحقيق فائض في السعة الاستيعابية مما قد يؤدي الى حدوث تغييرات في خطط التسويق، مع زيادة الطاقة الاستيعابية لهذا القطاع. ورجح التقرير قيام سلسلة من الفنادق العالمية بتملك الفنادق الصغيرة المستقلة، وانشاء مجموعة جديدة من الفنادق ذات الخدمة المميزة من فئة ست نجوم ومجموعة من المنتجعات الشاطئية من فئة أربع نجوم، التي ستتخصص في تقديم خدماتها للسياح الأوروبيين والروس من ذوي المداخيل المتوسطة. واشار الى ان أساليب العمل التخصصي والتسويق القوي ستصبح اكثر أهمية مستقبلاً وسيكون الفائز في المنافسة الجديدة المحتدمة الذين ينجحون في اضفاء سمة التميز على خدماتهم، وانتهاج أساليب فاعلة وتقديم قيمة حقيقية لما يدفعه النزلاء. ولاحظ ان قطاع الفنادق والسياحة في دولة الامارات العربية المتحدة قد دخل مرحلة من النضج تشتد فيها المنافسة ويعتبر التسويق فيها مفتاح النجاح، مشيراً الى ان دول مجلس التعاون الخليجي تشكل السوق القوية والأكثر استقراراً بالنسبة الى السياحة الوافدة الى دولة الامارات العربية المتحدة بحكم قربها الجغرافي والاشتراك في اللغة والثقافة وسهولة السفر. وجاء في التقرير انه منذ منتصف الثمانينات أصبحت السياحة عنصراً مهماً لاقتصاد دولة الامارات العربية المتحدة واصبحت دبي على وجه الخصوص الوجهة الأولى للسياح في منطقة الخليج، وهي تجتذب في شكل خاص الزوار من الدول الأخرى الاعضاء في مجلس التعاون وأوروبا الغربية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. ووفقاً لتقرير الوافدين الى دبي لعام 1995/1996 ساهمت السياحة بنحو 13 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي للامارة عام 1995، بينما تمكنت الامارات الأخرى، أبو ظبي، والشارقة والفجيرة، من تطوير مكانتها في اجتذاب السياح في فصل الشتاء المشمس. وبين ان الامارات تملك مزيجاً فريداً من الخصوصية في فصل الشتاء الذي يتميز بشمسه المشرقة والاهتمامات الثقافية والنشاطات الرياضية في الساحات المفتوحة وفرص التسوق، وان موقعها الجغرافي ساعدها في تطوير سوق لها في دول أوروبا الغربية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، تتوافد اليها الرحلات الجوية على قدم المساواة مع فلوريدا ومصر وغيرها من الوجهات التي تمتاز بشتائها المشمس. وتعتبر السياحة من القطاعات التي ظلت تشهد نمواً في دولة الامارات على مدى أكثر من عشر سنوات. وكمؤشر على ذلك زاد عدد القادمين عبر المطارات الدولية الرئيسية في الدولة أبو ظبي، ودبي والفجيرة ورأس الخيمة والشارقة من 2.1 مليون عام 1987 الى نحو 5.5 مليون العام الماضي، بزيادة ناهزت الپ170 في المئة خلال عشر سنوات، وخلال الفترة من عام 1987 حتى نهاية الربع الأول من عام 1998 زاد عدد الفنادق في الامارات من 86 الى نحو 325 وزاد عدد الغرف من 9.912 ألف غرفة الى 25 ألف غرفة تقريباً. ولاحظ التقرير انه لأول مرة في دولة الامارات العربية المتحدة، بدأت تظهر طاقة استيعابية فائضة في هذا القطاع اذ تراجعت نسبة النمو في عدد نزلاء الفنادق في دبي الى أقل من اثنين في المئة السنة الماضية، وانخفض عدد الليالي التي قضاها النزلاء في الفنادق بنسبة واحد في المئة، وهو مؤشر على انخفاض متوسط الاقامة من 2.6 يوم الى أكثر من 2.5 بقليل. وفي النصف الأول من عام 1998 زادت نسبة التراجع مع انخفاض عدد الزوار من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وشرق آسيا. وفي الوقت نفسه، حدثت زيادة كبيرة في الطاقة الاستيعابية للفنادق، لا سيما في الفنادق المطلة على شواطئ دبي وتلك الموجودة في وسط المدينة. ففي عام 1997 والربع الأول من عام 1998 باشر 19 فندقاً جديداً العمل في دبي مضيفة اكثر من ثلاثة غرف للطاقة الاستيعابية للمدينة، وانخفض متوسط نسب اشغال غرف الفنادق في دبي من أعلى نسبة تم تسجيلها عام 1996 وهي 67 في المئة الى 62.5 في المئة في الربع الأول من عام 1998. وأشار الى ان النمو السريع في عدد الشقق المفروشة ومرة اخرى لا سيما في دبي ساهم ايضاً في زيادة الطاقة الاستيعابية في دولة الامارات، اذ زاد عدد بنايات الشقق المفروشة المسجلة في دبي من 62 في كانون الثاني يناير 1997 الى 92 في نيسان ابريل 1998، وعدد الشقق المفروشة من 2266 شقة الى أربعة آلاف شقة. وأفاد تقرير المصرف ان القطاع الفندقي في دولة الامارات يتعامل مع مسألة الطاقة الاستيعابية بطرق مختلفة، اذ تقوم الفنادق بتطوير أساليب جديدة للتميز. ففي الجانب العلوي من السوق، ظهرت فنادق جديدة من فئة "ست نجوم" وهي تهدف لتقديم مستوى من الفخامة والخدمة يفوق ما تقدمه عادة الفنادق فئة خمس نجوم. وفي الجانب الأوسط من السوق فإن الفنادق المطلة على شواطئ دبي والتي كانت في السابق تقتصر على فئة "خمس نجوم" بدأت تشهد ظهور فنادق على الشاطئ من فئة اربع نجوم تستهدف القادمين من دول اوروبا الغربية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ممن لا يهتمون بمسألة ضبط انفاقهم. ويقوم اصحاب بعض الفنادق بتطوير مفاهيم جديدة لفئة معينة من السوق. ومن المتوقع ايضاً ان يستمر الاتجاه نحو الشقق المفروشة التي تقدم مختلف الخدمات وهذا النوع من السكن يستهوي مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين يسافرون كثيراً الى دولة الامارات العربية المتحدة بصبحة عائلاتهم لا سيما اثناء عطلة المدارس في كانون الثاني وخلال عطلة عيدي الفطر والاضحى، وهناك ايضاً طلب على الشقق المفروشة من جانب الزوار من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، كما يتوقع ان يتحول بعض الفنادق الى شقق مفروشة وان يتم تطوير مزيد من الفنادق الى نظام الاجنحة، حيث يبحث مالكو الفنادق عن حصة لهم في سوق تشتد فيها المنافسة. واشار التقرير الى ان قطاع الفنادق يبحث عن اساليب جديدة للتعامل مع السياحة الموسمية، فالامارات العربية المتحدة تمتاز بطقس شتوي معتدل وهو يجتذب بصفة خاصة الاوروبيين الغربيين والاسكندنافيين والروس الذين يهربون من شتاء اوروبا القارس. ولذلك فان ذروة موسم السياحة تكون عادة في الربع الاول من العام، بينما ينخفض عدد الليالي التي يقضيها النزلاء في الفنادق في الربع الثالث بنسبة 15 الى 20 في المئة مقارنة بالربع الاول، ومنذ نشأة النشاط السياحي في الامارات كان يتعين على هذا القطاع ان يعالج مسألة ابقاء اهتمام الزائر متواصلاً خلال فصل الصيف. وساهمت مهرجانات دبي للتسوق التي بدأت عام 1996 واتسع نشاطها عامي 1997 و1998 مساهمة هامة في المحافظة على النشاط السياحي في الموسم "الرئيسي" اي شهري آذار ونيسان مارس وابريل. لكن تقرير المصرف رأى ان التنوع الجديد سيخلق الطلب بنفسه، فالفنادق الجديدة المطلة على الشاطئ، وبصفة خاصة ذات الاسماء المشهورة ستستقطب الزوار من خلال انظمة الحجز والتسويق الخاصة بها، كما ان الطاقة الاستيعابية الجديدة وستولد ايضاً فرصاً لرحلات الطيران المستأجرة وستساهم عمليات التوسيع المستمرة لمطار دبي الدولي في توليد هذه الفرص لا سيما من خلال اقامة مرافق مخصصة لمنظمي الرحلات المستأجرة في المبنى الشمالي الجديد وكذلك من خلال زيادة الطاقة الاجمالية للمطار لاستقبال المسافرين