أنهى وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين أمس زيارته للسعودية بعدما التقى ليل الثلثاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وأجرى محادثات مع النائب الثاني لرئىس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية كينيث بيكون في تصريحات صحافية في الرياض إن لقاء كوهين مع الملك فهد "عرض للعلاقات الوثيقة بين البلدين". وأكد أن محادثات الأمير سلطان مع كوهين تطرقت إلى "إيران والعراق والسلام في الشرق الأوسط وكوسوفو، إضافة الى مكافحة الإرهاب". وتابع ان "الأمير سلطان قال في موضوع العلاقات الأميركية - الإيرانية إن الصبر والحكمة مطلوبان عند التعامل مع ايران، وانه يشعر بأنه بمرور الوقت سيكون من المهم للولايات المتحدةوايران ان تحاولا ايجاد وسيلة" لمعاودة علاقاتهما. وتحدث كوهين عن رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع حكومة الرئيس محمد خاتمي، لكنه اشار إلى ان ايران قابلت بالرفض حتى الآن الاقتراحات الأميركية لاجراء محادثات مباشرة. وكرر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية المآخذ الثلاثة على إيران وهي "دعم الارهاب، ومعارضة عملية السلام، والسعي إلى امتلاك أسلحة نووية". وذكر بيكون أن المحادثات السعودية - الأميركية ناقشت باستفاضة موضوع الارهاب، بخاصة تفجير الخُبر "وستكون هناك مشاركة اكبر في المعلومات بين الجانبين في شأن المسائل التي تتعلق بالارهاب، وبصفة خاصة تفجير الخُبر". في غضون ذلك، أكد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريحات صحافية أمس أنه "لم يكن بين بريطانيا والسعودية أي تنسيق"، في شأن الحملة التي شنتها السلطات البريطانية أخيراً على شخصيات إسلامية متهمة بالارهاب بينها سعودي. وقال: "كنا وما زلنا نأمل من بريطانيا ألا تكون مكاناً للإرهاب بأي شكل من الأشكال". وكان الأمير نايف قال للصحافيين ليل الثلثاء ان تجميد السعودية علاقاتها مع حركة "طالبان" لم يكن بسبب رفض الحركة تسليمها اسامة بن لادن ، مؤكداً "أن الحكومة السعودية لم تطالب بتسليم اسامة بن لادن". وأشار إلى أن تجميد العلاقات الديبلوماسية مع "طالبان" هو "نتيجة بعض التصرفات التي دبرت من قبلها طالبان". وزاد: "كانت المملكة أول دولة اعترفت بالحكومة الافغانية الحالية، وهي تريد الخير لأفغانستان، ولكن قد يكون هناك بعض التصرفات التي يجب ألا تكون من قبل الاخوة في افغانستان اقتضت ما حدث". وأكد الأمير نايف ان الاعلان عن نتائج تحقيقات السلطات السعودية في تفجير الخُبر سيتم بعد اكتمالها، لافتاً إلى أن "الاعلان لا بد منه، لكن مسار القضية ومصلحتها هما اللذان يحددان وقت الاعلان"، متمنياً "ألا يطول هذا الأمر". وسئل أمس عن الأزمة بين تركيا وسورية، وهل هناك وساطة سعودية بهذا الشأن فقال: "سيتم في المستقبل التفاهم بين الدولتين المسلمتين الجارتين، والسعودية دائماً تساهم في حل النزاع بين كل شقيق وشقيقه، ولن تتأخر عن هذا الأمر". ولفت إلى أنه "ليس من مصلحة البلدين أو مصلحة المنطقة أن يكون هناك نزاع قد يستفيد منه الغير لأن ضرره سيكون على المنطقة"، وأضاف "ان ادراك القيادتين السورية والتركية ما يربطهما من علاقات والظروف التى يعيشها العالم الآن قادرة على أن تجنبهما أي نزاع". وعندما سئل عن دور السعودية في التقريب بين إيران و"طالبان"، أجاب: "الدور نفسه الذي تقوم به بين تركيا وسورية".