يصل وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين إلى القاهرة اليوم لتسليم رسالة إلى الرئيس حسني مبارك من رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ولإجراء محادثات مع نظيره المصري عمرو موسى تتضمن موضوع المياه والتطورات في أزمتي الصومالوجنوب السودان، والنزاع الحدودي بين بلاده واريتريا. وأبدت مصر ارتياحاً للتعاطي الاثيوبي مع موضوع المياه. على رغم استمرار بعض نقاط الخلاف، تأمل القاهرة في تخطيها عبر "التفاهم والحوار". وفي هذا الأمر، أفاد مصدر مصري ان القاهرة قررت الرد على أي حملات اعلامية اثيوبية ضد مصر، خصوصاً بعدما أبلغ زيناوي مبارك ان هذه الحملات "لا تعبر عن الموقف الرسمي". وان الصحافة حرة في بلاده. ولاحظ المصدر، في تصريحات لپ"الحياة"، تطوراً ايجابياً في التعاطي الاثيوبي مع موضوع مياه النيل. وقال إن أديس ابابا لم تعد تطرح المطالبة بإلغاء الاتفاقات السابقة 1902 مع اثيوبيا و1959 مع السودان في شأن المياه، وتتعاطى مع مياه النيل كثروة لمصلحة شعوب دول حوض النيل وليس كپ"إرث". لكنه أبدى استغراباً من بعض مواقف تتعلق "بقسمة عادلة" لمياه النيل اعتبرها "طروحات تدخص نفسها" وقال: "مصر هي الأكثر اهتماماً بزيادة الموارد المائية وحسن استغلال مياه النيل لمصلحة شعوب دول الحوض أكثر من أي طرف آخر ... نصيب المواطن الاثيوبي من المياه يبلغ 5790 متراً مكعباً سنوياً بينما نصيب المواطن المصري 900 فقط ... مصر ستواجه عجزاً مائياً في العام 2000 يبلغ بليون متر مكعب سنوياً". ومعروف ان البنك الدولي حدد معدل خط الفقر المائي بنحو الف متر مكعب من المياه سنوياً للفرد. وزاد: "المشكلة ليست في التوزيع العادل او قسمة حصص ... الاولى ان تطرح مصر ذلك ... المشكلة ليست في نظام قائم لكن في عدم الاستغلال الأمثل بسبب عدم توافر القدرات الامر الذي تسعى مصر من أجل تحسينه". وعبر المسؤول المصري عن انزعاجه من بعض مواقف اثيوبية، منها إحلال شركات غير افريقية محل شركات مصرية في تنفيذ مشاريع، واثارة مشاكل تتعلق بتنفيذ مصر مشاريع مائية داخل حدودها وفي اطار حصتها المائية المقررة ب 5.55 بليون متر مكعب سنوياً ترعة السلام في سيناء، وتوشكي في جنوب الوادي، بزعم مخالفتها المعاهدات الدولية ونقل المياه خارج الوادي، ورفض تقديم ايضاحات فنية على مشاريع مائية الى دول حوض النيل ومصر بناءً على طلب جهات دولية مانحة للقبول بتمويل هذه المشاريع. وأكد المصدر نفسه أن موسى سيؤكد لمسفين اليوم مجدداً أنه "لا توجد اتفاقية سرية مع اسرائيل لا في الماء نقل مياه النيل الى اسرائيل عبر ترعة السلام ولا السماء ولا البر". وكان موسى طلب ايضاً الى سفيري بلاده في اديس ابابا وأسمرا عدم الادلاء بأية تصريحات في شأن النزاع الحدودي "بينهما قد يساء فهمها".