وصل الى أسمرا صباح أمس وفد يمني رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية عبدالقادر باجمال في زيارة تأتي في أعقاب ما أعلنته المحكمة الدولية في لاهاي مطلع الاسبوع الجاري بسيادة اليمن على جزر حنيش التي شهدت نزاعاً مسلحاً محدوداً بين البلدين في كانون الأول ديسمبر 1995. وتعتبر زيارة باجمال الأولى لوفد يمني الى أسمرا، وكانت سبقتها قبل اعلان المحكمة الدولية زيارة وفد اريتري برئاسة وزير التجارة الخارجية علي سيد عبدالله في تموز يوليو الماضي لشرح أبعاد الأزمة الحدودية مع اثيوبيا في اطار جولة شملت دول عربية أخرى. والتقى باجمال لدى وصوله الرئيس الاريتري اساياس أفورقي وسلمه رسالة خطية من نظيره اليمني الرئيس علي عبدالله صالح الذي كان تحادث هاتفياً مساء أول من أمس مع أفورقي. وعلمت "الحياة" ان هذه الزيارة أثمرت عن خطوات تطبيعية بين البلدين بدءاً من رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الى مستوى سفراء، كما كان قبل الأزمة، اضافة الى استئناف الرحلات الجوية بين أسمرا وصنعاء التي كانت توقفت طيلة سنوات الأزمة بين البلدين. وعقد باجمال مؤتمراً صحافياً أمس أكد فيه عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين وقال: "اننا نتطلع للمستقبل بفتح بوابة جديدة للأجيال المقبلة من خلال علاقات قوية وراسخة بين البلدين في كل المجالات". وأوضح ان لقائه افورقي كان صريحاً وواضحاً، مشيراً الى أن الرئيس الاريتري أبلغه ان الحكم الذي صدر في شأن جزر حنيش سيكون جسراً يمتد بين الشاطئ الشرقي والغربي للبحر الأحمر. وأكد باجمال ان البلدين كليهما قدما نموذجاً في امكان حل النزاعات الحدودية والبحرية المماثلة بالطرق السلمية. وقال "هي رسالة نقدمها للانسانية كلها في العالم أجمع". ورداً على سؤال من "الحياة" عما إذا كانت اليمن تنوي التوسط في النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا بعد تطبيع علاقتها بالأولى وعلاقتها الجيدة بالثانية، قال باجمال: "من جانبنا شجعنا كلا الطرفين على الحلول السلمية وقلنا ذلك للوفود التي زارتنا من البلدين ولن نتوانى في أي خطوات من شأنها إحلال السلام في المنطقة". وعما إذا كان البلدان سيستمران في تنفيذ الاتفاقات السابقة بينهما ام سيبدان بابرام اتفاقات جديدة قال: "نحن نسعى لأن تكون علاقتنا أفضل مما كانت عليه ونعتقد أن تنفيذ الاتفاقات السابقة هو بداية لتطوير اتفاقات جديدة". وغادر باجمال والوفد المرافق له أسمرا مساء أمس. وعلمت "الحياة" ان وفداً اريتريا يضم وزير الخارجية هايلي ولدي تنسائي ووزير التجارة الخارجية علي سيد عبدالله ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية حامد حمد غادر الى صنعاء في الطائرة نفسها التي حملت الوفد اليمني. وقال حمد ل "الحياة" هذه البادرة منا "تقديراً للفتة الكريمة بزيارة الأشقاء من اليمن". الى ذلك أ ف ب، وصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قرار هيئة التحكيم الدولية الذي اعطى اليمن حق السيادة على جزر حنيش بأنه انتصار كبير للديبلوماسية اليمنية وللنهج السلمي. وذكرت "وكالة الانباء الفلسطينية" وفا ان الرئيس الفلسطيني بعث برقية تهنئة الى الرئيس اليمني قال فيها "ان قرار استعادة اليمن لحقوقه الوطنية في السيادة على جزر حنيش في البحر الاحمر انتصار كبير للديبلوماسية اليمنية وللنهج السلمي الذي تتبناه اليمن بقيادة الرئيس على عبدالله صالح". كما رحب الاردن بقرار هيئة التحكيم وقال وزير الخارجية عبدالإله الخطيب ان "الحكومة الاردنية تتوجه بالتهنئة الى اليمن الشقيق قيادة وحكومة وشعباً على هذا الانجاز" كما أبدى "التقدير لقبول اريتريا قرار هيئة التحكيم الدائمة".