بعث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ببرقية تهنئة الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "لمناسبة القرار الذي اتخذته هيئة التحكيم الدولية في موضوع النزاع بين الجمهورية اليمنية ودولة اريتريا على الجزر التي كانت موضوع التحكيم". وجاء في البرقية: "يسرني أن أبعث لفخامتكم وللشعب اليمني الشقيق بالغ التهاني الأخوية راجياً ان يكون في ذلك ما يعزز العلاقات بين البلدين المتجاورين، الجمهورية اليمنية ودولة اريتريا لما فيه مصلحتهما المشتركة". وبعث النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ببرقية مماثلة الى الرئيس علي عبدالله صالح لتهنئته بقرار التحكيم. وكان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هنأ الرئيس اليمني بقرار المحكمة الدولية. ورحبت مصر وجامعة الدول العربية بقبول الرئيس الاريتري أساياس أفورقي حكم هيئة التحكيم الدولية الذي قضى بسيادة اليمن على أرخبيل حنيش. وأجرى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً بأفورقي رحب فيه بقبول اريتريا الحكم. وقال مصدر مصري مأذون له لپ"الحياة" إن انتهاء مشكلة حنيش بالتحكيم الدولي "نموذج ثان في المنطقة بعد طابا يؤكد أهمية حل المشاكل بالوسائل السلمية، ويفتح الباب أمام أهمية التفكير في تعاون اقتصادي وسياسي بين الدول المطلة على البحر الأحمر من أجل تنمية المنطقة من خلال إنشاء "منتدى للدول المطلة على البحر الأحمر". واعتبر ان الحكم "يغلق الباب أمام أي كلام على تدخلات ووجود إسرائيلي في المنطقة، ويقطع الطريق على أي كلام آخر عن تدويل بعض الممرات المائية الاستراتيجية". ورأى أن انتهاء النزاع اليمني - الاريتري بوسيلة قانونية "يؤكد أهمية الوساطة التي قام بها الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس حكومة اثيوبيا ملس زيناوي من أجل تجنب إراقة الدماء وتفضيل الحلول السلمية". وأكدت الجامعة أن قبول اريتريا الحكم يفتح الطريق أمام إقامة علاقات عربية - اريترية طيبة بعدما كان النزاع عقبة أمام تطويرها وتعاون واسع. وقال مساعد الأمين العام للجامعة للشؤون العربية السفير احمد بن حلي أمس ان "الجامعة تعتبر ان هذا الانجاز في معالجة مشاكل الحدود يمثل نموذجاً يحتذى به في حل النزاعات بين الدول". ونوه بالجهود التي ساهمت في الوصول الى هذا الحل المرضي للطرفين وفي مقدمها الجهود المصرية والفرنسية وجهود الأممالمتحدة. ووجه تهنئة الجامعة الى اليمن واريتريا على "هذا الاسلوب الحضاري في معالجة مشكلة الحدود بينهما"، معرباً عن تطلع الجامعة الى ان تشهد العلاقات اليمنية - الاريترية "حيوية جديدة وتعاوناً أوثق لخدمة مصالح البلدين والاستقرار في هذه المنطقة". الى ذلك بعث الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد برسالة الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد اتصال هاتفي من مقر إقامة عبدالمجيد في العاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث يتلقى العلاج. وتضمنت الرسالة تهنئة الرئيس اليمني بنتائج التحكيم. ويعود عبدالمجيد الى القاهرة غداً بعد استكمال علاجه من إرهاق شديد اصابه نتيجة اللقاءات المتتالية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.