طوكيو، بكين، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان الرئيس جيانغ زيمين اكد له امس ان الصين لن تبيع ايران صواريخ باليستية ولن تسلّمها تكنولوجيا لتطوير الصواريخ المضادة للسفن، واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ان تعهد روسيا التحرك لإنهاء تعاونها مع ايران في مجال الصواريخ "مشجع" لكنها رفضت تأكيد هل قطعت موسكو شوطاً كافياً لبلوغ هذا الهدف، كما رفضت استبعاد رفض عقوبات اميركية على شركات ومعاهد بحوث روسية. وقال كوهين للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة التى نقلته من بكين الى طوكيو بعد لقائه الرئيس الصينى صباح امس: "لن تكون هناك مبيعات جديدة او نقل تكنولوجيا صينية الى ايران". واوضح ان وقف المبيعات سيشمل الصواريخ المضادة للسفن "سي-801 و"سي-802" اشترتها ايران ولم تتسلمها بعد. ولاحظ مسؤولون اميركيون ان هذه التعهدات تجاوزت ما التزمه الرئيس الصينى خلال زيارته لواشنطن العام الماضي اذ انها تتناول ايضا نقل التكنولوجيا. ووعد جيانغ بأن لا تزود الصينايران تكنولوجيا تسمح بزيادة مدى هذه الصواريخ الباليستية ووسائل انتاج صواريخ من هذا النوع. واكد وزير الدفاع الاميركي انه "أمر مهم جداً في مجال الامن". وباعت الصينطهران مئتي صاروخ مضاد للسفن خلال ثلاث سنوات حتى العام 1994. وحذر كوهين خلال محادثاته في بكين من انعكاس اصابة اي سفينة اميركية بصاروخ صيني على العلاقات بين البلدين. وشدد على اهمية الاستقرار في منطقة الخليج لتأمين حاجات الصين من الطاقة. وقال ان الرئيس الصيني "قدّر تماماً ما قلته"، مشيرا الى ان من المهم جداً لواشنطن الحصول على هذه التأكيدات من الرئيس ومن وزير الدفاع الصيني شي هاوسيان في الوقت ذاته". واعرب الوزير الاميركي في مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرته بكين عن ارتياحه الى التأكيدات التي قدمتها في شأن بيع صواريخ "كروز" لايران. وزاد: "انني واثق بأن مثل هذه المبيعات لن يستمر في المستقبل ولن يستمر ذلك النوع من التسليح التقليدي الذي يعرّض السفن الاميركية في الخليج للخطر". وسئل كوهين هل تعهدت الصين وقف تلك المبيعات فوراً فأجاب ان ذلك "سيتضح في الاسابيع والاشهر المقبلة". واعطت الصين اول تعهد بالكف عن بيع صواريخ "كروز" اثناء قمة الرئيس الاميركي بيل كلينتون والرئيس الصيني جيانغ زيمين. وأبلغ كوهين الاثنين ضباطاً صينيين ان اي تعطيل لتدفق النفط من الخليج سيكون له تأثير مدمر على اقتصاد الصين. وقال للصحافيين ان زيارته للصين خلال جولة على سبع دول آسيوية مهّدت الطريق ل "تحسّن طفيف ولكن مضطرد" في العلاقات بين البلدين وبين المؤسستين العسكريتين. وتأكد الانفتاح اول من امس والتحسن في العلاقات الاميركية - الصينية بعد عقود من الشكوك، حين زار كوهين مركزاً سرياً للدفاع الجوي الصيني، ووقّع الوزير اتفاقاً مع نظيره الصيني هدفه تفادي الصدامات بين السفن الحربية لبلديهما. أولبرايت في واشنطن، قالت اولبرايت في مقابلة مع وكالة "رويترز" انها ستشعر بقلق من الخطر المحتمل للصواريخ الايرانية الباليستية حتى اذا اوقفت روسيا تعاونها مع طهران. واضافت: "حدث تقدم. بدأنا نقيم آلية مراقبة لمعرفة كيف يمكن للحكومة الروسية ان تتعاون في هذا الشأن". وكانت تشير الى محادثات اجراها مع المسؤولين الروس الاسبوع الماضي الديبلوماسي الاميركي فرانك ويزنر الذي عيّنه الرئيس كلينتون في تموز يوليو الماضي لمتابعة ملف الصواريخ الايرانية. وتفيد تقارير الاستخبارات الغربية ان امام ايران سنة او سنتين لتصبح قادرة على امتلاك صواريخ يمكنها حمل رؤوس نووية او كيماوية مسافة تصل الى 1360 كيلومتراً تقريباً. ولفتت اولبرايت الى ان الولاياتالمتحدة "تشجعت بالخطوات الاخيرة التي اتخذها الروس، اذ سجل تحسن كبير في موقفهم من هذا الامر". ولكنها رفضت ان تستبعد فرض عقوبات على الشركات او معاهد البحوث الروسية التي تتعاون مع ايران في مجال الصواريخ. وتقول مصادر اميركية ان جهات روسية زودت ايران اجهزة ليزر ونظم توجيه، واجرت اختبارات تتعلق بنظامين للصواريخ البالستية يجري تطويرهما. وأكد تقرير اصدره مجلس الشيوخ الاميركي اخيراً ان ايرانيين يدرسون "بناء الصواريخ" في معاهد روسية. ويخشى كثيرون من المسؤولين الاميركيين ان يضرّ فرض العقوبات بالعلاقات الاميركية - الروسية، علماً ان الكونغرس اقترب العام الماضي من فرض عقوبات منها الاستبعاد من برنامج الفضاء الاميركي وتقول مصادر ان ضغوطاً جديدة ستمارس لفرض العقوبات حين يعود المشرّعون الاميركيون الاسبوع المقبل الى العمل. وسئلت اولبرايت عن مدى ثقتها بأن الولاياتالمتحدة حلّت مشكلة التعاون بين روسياوايران: "ليس باستطاعتي القول انني اشعر بارتياح تام الى حقيقة اننا توصلنا الى حل للمسألة كلها". وزادت ان "الموقف الروسي معقّد والايرانيين لهم منافذ مختلفة للحصول على تكنولوجيا الصواريخ من دول عدة ولذلك، هذه مشكلة تشغلنا كثيراً".