رأت دولة الامارات ان التحكيم الدولي في النزاع بين اليمن واريتريا على جزر حنيش، والذي انتهى لمصلحة صنعاء يصلح نموذجاً للتحكيم بينها وبين ايران في النزاع على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وكانت الامارات كررت دعوة ايران الى اجراء مفاوضات مباشرة، وأبدت استعدادها للذهاب الى محكمة العدل الدولية كي يقدم الطرفان الوثائق التي في حوزتهما في شأن السيادة على الجزر الثلاث التي تحتلها ايران وتطالب الامارات باستعادة السيادة عليها، مؤكدة قبولها نتائج التحكيم أياً تكن. لكن طهران ما زالت ترفض مبدأ التحكيم، وترى امكان حل "سوء التفاهم" في شأن جزيرة أبو موسى. وكتبت صحف الامارات ان لجوء اليمن واريتريا الى التحكيم الدولي هو "سلوك حضاري"، واعتبرت صحيفة "الاتحاد" الظبيانية شبه الرسمية ان "مما يدعو الى الارتياح أن الجانبين أعربا قبل ظهور نتائج التحكيم وبعده عن التزامهما ما تقضي به جهة التحكيم، وسعيهما الى المضي في علاقات حسن الجوار". ولفتت الى أن "هذا التحكيم كان السلوك الحضاري الأمثل لحل الخلافات بين الدول، خصوصاً أنه يقوم على احقاق الحق استناداً الى ثوابت وشهادات تاريخية موثقة". ودعت الصحيفة ايران الى قبول مبدأ التحكيم، وتساءلت: "لماذا لا نحذو نحن وجارتنا المسلمة ايران حذو اليمن واريتريا، ونضع حداً لما بيننا من خلاف على جزرنا الثلاث التي تحتلها ايران، بالأسلوب الحضاري نفسه الذي سبق لدولة الامارات أن دعت اليه غير مرة؟". معروف ان الامارات تكرر دعوتها الى فتح صفحة جديدة في العلاقات الطيبة مع الجارة ايران لحل مسألة الجزر عن طريق الحوار المباشر أو اللجوء الى التحكيم الدولي، وتؤيدها كل دول الخليج العربي في هذا النهج السلمي. وكتبت "الاتحاد" في افتتاحيتها ان "حل مسألة الجزر سواء بالحوار أو بالتحكيم الدولي من شأنه أن يعطي دفعة قوية لجهود ترسيخ قواعد الاستقرار في المنطقة بتعاون جميع الأطراف". وأشارت صحيفة "البيان" الصادرة في دبي الى أن اليمن واريتريا "حقنتا دماء أبنائهما ومهدتا الطريق أمام المجتمع الدولي للتوصل الى حل سلمي للعديد من الخلافات الحدودية". وأكدت ان "التحكيم هو انتصار للطرفين لأنه انتصار للعدالة". الى ذلك أ ف ب قالت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سالومي تاديسي لوكالة "فرانس برس" امس ان قرار المحكمة في شأن حنيش يشكل "رسالة واضحة موجهة لاريتريا". واعتبرت ان ثمة "مقاييس واعرافاً يجب اتباعها، وبموجب هذه القوانين على اريتريا سحب قواتها من الأراضي الاثيوبية وتجنب إراقة الدماء والإهانة".