شددت واشنطن وباريس أمس على ان حماية المدنيين في الجزائر مسؤولية تتحملها الحكومة الجزائرية. وفيما أكدت الولاياتالمتحدة ضرورة "توسيع العملية السياسية" في الجزائر لتشمل كل من ينبذ العنف، اعلنت بريطانيا، رئيسة الاتحاد الاوروبي، دعم الاتحاد حكومة الرئيس اليمين زروال في جهودها لمكافحة "الارهاب". وعبّرت كذلك عن قلقها العميق للمجازر التي تواصلت حاصدة 20 مواطناً. راجع ص 6 وقال ل "الحياة" ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان رئاسة الاتحاد الاوروبي "قلقة جداً ازاء تصاعد حدة العنف في الجزائر" وانها "تستنكر وتدين" المجازر التي حصلت في غليزان غرب الجزائر في رمضان الجاري. وقال ان "الارهاب يجب ان يتوقف" و"ان لا شيء يمكن ان يبرر" ما يحصل. وتابع ان الاتحاد الاوروبي "يؤيد جهود السلطات الجزائرية" في مكافحة الارهاب ما دامت "ضمن حكم القانون ومتطابقة مع قواعد حقوق الانسان". واضاف ان الاتحاد سيبحث مع السلطات الجزائرية في "وسائل مساعدة ضحايا الارهاب". وسئل عن الدعوات الى إرسال وفد اوروبي يضم بريطانيا ولوكسمبورغ والنمسا، الى الجزائر، فأجاب بأن اي شيء لم يتقرر بعد في هذا الاطار. ويُمثّل الموقف البريطاني رئاسة الاتحاد الاوروبي، لكنه لا يعني موقفاً جماعياً لدوله. ولم يحدد الناطق موعداً للاتصال بالسلطات الجزائرية. لكن "الحياة" علمت ان هذا الموضوع لن يُحسم قبل اجتماع سيُعقد هذا الاسبوع في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسيل للجنة تضم ممثلي الدول الاعضاء مكلفة ملف المغرب العربي على ان يتبعه اجتماع آخر لمدراء ادارات الشؤون المغاربية في وزارات الخارجية في دول الاتحاد. وجاء هذا الموقف وسط تزايد الدعوات الى تحرك اوروبي للقيام بشيء ما لوقف مجازر الجزائر. وتلقت "الحياة" في لندن نشرة تدعى "صوت الجبهة" يصدرها مناصرون للجبهة الاسلامية للانقاذ، إتهمت السلطات الجزائرية بالوقوف وراء المجازر. وفي واشنطن، دانت ادارة الرئيس بيل كلينتون المجازر في الجزائر. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان الادارة الاميركية تعتقد ان "حماية المدنيين تقع مسؤوليتها على الحكومة الجزائرية مع احترام حكم القانون في الوقت ذاته". واضاف ان الولاياتالمتحدة "تشجع الحكومة الجزائرية على السماح بالتحقيقات الدولية حول وضع حقوق الانسان وتشجع ايضاً المنظمات غير الحكومية المستقلة على القيام بهذه المهمة". وزاد ان واشنطن تكرر القول "ان تحقيق السلام والاستقرار البعيدي المدى مرتبطان في النهاية بتوسيع العملية السياسية لتشمل جميع الجزائريين الذين ينبذون العنف ويعملون من اجل المصلحة الوطنية". وتابع: "اننا نؤيد توسيع عملية السلام". واشار الى ان سفير الولاياتالمتحدة الجديد في الجزائر قدم اوراق اعتماده الى الرئيس اليمين زروال في 28 كانون الاول ديسمبر الماضي، وان السفير اعرب عن دعم الادارة الاميركية لتعهد الرئيس الجزائري بناء المؤسسات الديموقراطية وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية. واوضح المسؤول انه لا يزال المطلوب تنفيذ الكثير من هذه التعهدات.