أقرّ وزير الداخلية الاسباني خايمي مايور اوريخا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي السيد ادريس البصري، بأنه يصعب على المغرب مواجهة مدّ الهجرة من الدول الافريقية نظراً الى ما يتطلبه ذلك من امكانات مادية ولوجيستية. وقال اوريخا رداً على سؤال ل "الحياة" في الرباط، ان التعامل مع ملف الهجرة يتطلب معاينة كبيرة وبعض الوقت للبحث في خلفيات هذا الموضع الذي يثير حساسيات كثيرة داخل الاتحاد الاوروبي. أما الوزير البصري فأكد ضرورة قيام تعاون متكامل بين المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي لمواجهة الهجرة غير المشروعة ومحاربة المخدرات والجريمة المنظمة. ووصف التعاون بين المغرب واسبانيا بأنه يسير في اتجاه صحيح. لكن اكد ان ضمان السير في هذا الاتجاه يقضي التعامل مع بلد واحد وليس مع 15 بلداً، في اشارة الى تحدث المسؤولين الاسبان باسم المجموعة الاوروبية. وقال الوزير الاسباني ان الحجم المتداول للمهاجرين الموجودين في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال المغرب مبالغ فيه، وان ثلاثة أرباع عدد المهاجرين في المدينتين سيتم قريباً الحسم في اوضاعهم. واشار الى ان بلاده تركز على سياسة صارمة لمحاربة شبكات الهجرة تأخذ بعين الاعتبار الدفاع عن حقوق الانسان، وتتخذ اتجاهات ثلاثة تعتمد اولاً على محاربة الجريمة المنظمة والمافيا بالاضافة الى تشديد الرقابة على سواحل اسبانيا الجنوبية. وذكر اوريخا في المؤتمر الصحافي المشترك عقب انتهاء محادثاته مع الوزير البصري في الرباط اول من امس ان نحو 600 الف مهاجر وضعهم قانوني في اسبانيا وهو ما يشكل 1.9 في المئة من مجموع سكان البلاد. مؤكداً ان هذا العدد يقل عن العدد المسجل في بلدان اخرى في الاتحاد الاوروبي. واوضح وزير الداخلية الاسباني ان سلطات بلاده تلقت 25 ألف طلب من مهاجرين مقيمين بهدف تسوية اوضاعهم، وانها تمكنت من تسوية قرابة 20 الفاً منهم. ونفى اوريخا من جهة اخرى، تأثر الحدود الشماليةالشرقية للمغرب بما يقع في الجزائر. وقال ان الوضع هناك هادئ. وتفادى الوزير الحديث عن اعمال العنف في الجزائر ومدى تأثر المصالح الاسبانية هناك والزيارة الاخيرة التي قام بها وفد الترويكا الاوروبي الى هناك. ورأى ان الانباء التي تحدثت عن حشد وحدات اسبانية خاصة الى مدينتي سبتة ومليلية مبالغ فيها. وقال انه لم يتم ارسال اي قوات الى المدينتين. لكنه شدد على ضرورة تشكيل قوات مختصة بمحاربة الهجرة وتشديد الرقابة. وكان الاجتماع الذي عقد في الرباط بين وزيري الداخلية الاسباني والمغربي بحث في القضايا الاساسية ذات الاهتمام المشترك خاصة التعاون في مكافحة الهجرة السرية ومحاربة تهريب المخدرات. ونوّه الجانبان بمستوى التعاون الثنائي. واتفق الوزيران على رفع مستوى التعاون بين الوزارتين في مجال التأهيل من خلال انشاء معهد للدراسات الانتخابية في اطار عمل مشترك بين مؤسستين جامعيتين هما جامعة الحسن الاول وجامعة كارلوس الثالث.