يبدأ وزير الداخلية الاسباني خايمي مايور اوريخا اليوم زيارة عمل للمغرب يجتمع خلالها مع نظيره الوزير ادريس البصري. وسيكون التعاون الأمني، بخاصة في ملفات مكافحة الهجرة غير المشروعة والتهريب، في مقدم القضايا التي يدرسها الطرفان، اضافة الى البحث في تفعيل الاتفاقات المبرمة. وتكمن الأهمية السياسية لهذه الزيارة في انها تأتي عقب زيارة رئيس الديبلوماسية الاسبانية ابيل ماتوتيس الى المغرب الاسبوع الماضي، والتي هدفت الى تبديد الشكوك التي كانت تخيم على محور العلاقات الثنائية في ضوء صدور تصريحات عن امكان دمج مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا شمال البلاد، ضمن استراتيجية الدفاع في الحلف الاطلسي. وكذلك قيام وفود من جبهة "بوليساريو" بزيارات عدة لاسبانيا ومحاولات منظمات غير حكومية حشد تأييد سياسي للجبهة وتقديم مساعدات مالية ضخمة. وصدرت عن المسؤولين الاسبان بعد الزيارة تصريحات قللت من اهمية الخلافات بين الرباط ومدريد، وركزت على دعم حكومة اسبانيا خطة الاممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء. وتندرج زيارة وزير الداخلية الاسباني للمغرب في سياق الاعداد لعقد لقاء بين رئيسي وزراء البلدين في آذار مارس المقبل، ضمن اعمال اللجنة العليا المشتركة التي نصت عليها معاهدة حسن الجوار المبرمة بين البلدين. لكنها من حيث الالتزامات الاسبانية تتزامن مع احداث جهاز أمن خاص اسباني لتعقب ورصد تحركات منظمات مختصة في تهريب المهاجرين من أصول مغاربية وافريقية نحو اسبانيا عبر البحر المتوسط. وقال مدير الامن الاسباني خوان كوتينو ان احداث هذا الجهاز "املته المتطلبات الامنية التي تقع على عاتق اسبانيا وضرورة مواجهة الهجرة غير المشروعة".