هافانا - أ ف ب، رويترز - أجرى رئيس البرلمان الكوبي ريكاردو الاركون محادثات وصفها بأنها "محترمة جداً" مع ثلاثة مبعوثين للسناتور الأميركي الجمهوري جيسي هيلمز المعروف عدائه الشديد للنظام الشيوعي في الجزيرة. وترافق ذلك مع اعلان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان بلاده تعتبر الحظر الأميركي المفروض على كوبا "مزعجاً" و"غير مجدٍ". في الوقت نفسه، أعلنت غواتيمالا استئناف العلاقات الديبلوماسية مع كوبا بعد انقطاع دام 37 عاماً. واعتبرت هافانا ان الفضل في ذلك يعود إلى النداء الذي وجهه البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته إلى الجزيرة، وهي الزيارة التي وصفها رأس الكنيسة الكاثوليكية أمس بأنها "حدث كبير في المصالحة الروحية والثقافية والاجتماعية"، معترفاً بأنه "تفاجأ" بالاستقبال الذي حظي به في كوبا. وخطت هافانا خطوات ايجابية على طريق الانفتاح نحو الخارج بتأكيدها أمس الأربعاء تجاوبها مع دعوة البابا إلى العفو عن المعتقلين. وأكد رئيس البرلمان الكوبي ان بلاده "تدرس بجدية اطلاق السجناء أو تقليص مدة سجنهم، نظراً إلى الشخصية التي قدمت الطلب البابا والطريقة المحترمة والمناسبة التي تم التطرق فيها إلى المسألة". وكان الاركون استقبل أول من أمس ثلاثة مستشارين للسناتور الأميركي جيسي هيلمز المعروف بعدائه لنظام الزعيم فيدل كاسترو. ووصف الاركون اللقاء بأنه "حوار محترم جداً". وأوضح الاركون ان الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني من الأحد إلى الأربعاء الماضيين، كانت إحدى النقاط الرئيسية التي طرحت خلال اللقاء مع روجر نورييغا، رئيس فريق مستشاري هيلمز، ومارك تياسين الناطق باسمه، وتشارلز ماكوري. وأضاف: "اعطونا الانطباع أنهم يدرسون امكان ادخال بعض التعديلات" على سياسة الحظر التي تتبعها واشنطن ضد كوبا منذ أكثر من 35 عاماً، خصوصاً في المجال الطبي". وقال: "لا أريد ان أبالغ في هذه القضية، لا اعتقد أنه يكون من السهل تغيير أشخاص من النوع المحافظ بالرغم من أني عرفت محافظين غيروا سياساتهم الخاطئة بسرعة". وتابع قائلاً إن الادانة الجازمة ضد الحظر من قبل البابا خلال زيارته لكوبا كان لها "تأثير واضح" على موقف واشنطن الجديد. وأضاف "كما قال قداسته، فإن الحظر هو جائر وغير مقبول اخلاقياً ولا يمكننا أن ننهيه بخطوات صغيرة". من جهة أخرى، أعلنت كوبا ان غواتيمالا استأنفت الروابط الديبلوماسية معها بعد قطيعة استمرت 37 عاماً وان ذلك يرجع في جانب منه إلى النداء الذي وجهه البابا لإنهاء العزلة الدولية المفروضة على الجزيرة. ونقلت وكالة أنباء "برينسا لاتينا" الكوبية الرسمية بيان وزارة خارجية غواتيمالا حول "تطبيع العلاقات الديبلوماسية مع الشعب الكوبي الذي شرف لتوه بزيارة البابا سيعزز تنمية التعاون والروابط التجارية بين البلدين". واقتداء بالولايات المتحدة، قطعت دول أميركا اللاتينية، عدا المكسيك، العلاقات مع كوبا بعد وقت قصير من قيام الثورة عام 1959، لكن كوبا تربطها الآن روابط ديبلوماسية بمعظم دول أميركا اللاتينية. إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان الحظر الأميركي المفروض على كوبا منذ العام 1962 "مزعج وغير مجد". وقال فيدرين أمام الجمعية الوطنية الفرنسية أول من أمس ان "فرنسا لم تقبل قط بهذا الحظر وبالطبع لم تطبقه، وانتقدته باستمرار لأنه اجراء مزعج بحد ذاته وغير مجد على الاطلاق". وأشار فيدرين إلى أن فرنسا تصوت منذ العام 1992 على قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب برفع هذا الحظر. وقال إن "فرنسا تدعو إلى الحوار السياسي" مع كوبا. ومن جهة أخرى، أكد فيدرين ان باريس طلبت من منظمة التجارة العالمية إلغاء قانون "هرمس بورتون" الأميركي الذي يفرض عقوبات على الشركات الأميركية والأجنبية المتعاملة مع كوبا. واعتبر الوزير الفرنسي ان هذا القانون "يتنافى مع جميع قواعد التجارة الدولية".