دعا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي، إلى تضافر الجهود العربية والاسلامية والدولية لپ"العمل سريعاً لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية"، معبرين عن أسفهما لإراقة الدماء في بعض بلدان العالم الاسلامي، في اشارة الى المذابح في الجزائر والتي استنكرها مجلس الوزراء السعودي. وقال الملك فهد والأمير عبدالله في كلمة هنآ فيها المواطنين في السعودية والمسلمين في كل مكان بعيد الفطر المبارك: "يعصرنا الألم مما يحدث في بعض البلدان الاسلامية من إراقة للدماء وإزهاق للأرواح". وأكدا ان الخروج من هذا الوضع لا يتم الا "بالاحتكام الى شرع الله المطهر والتمسك بسنة نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم". ودعا الملك فهد وولي عهده الأمة الاسلامية الى "وقفة صادقة ومخلصة مع النفس، لنبصر بعمق ما يتعرض له عالمنا الاسلامي من مشكلات ومصاعب تلقي بثقلها على كاهل امتنا الاسلامية ما يحول دون تقدمها المنشود"، معربين عن ثقتهما بقدرة الأمة الاسلامية على تجاوز الظواهر السلبية. وأكد الملك فهد والأمير عبدالله، في الكلمة التي تلاها امس عبر وسائل الاعلام السعودية وزير الاعلام الدكتور فؤاد الفارسي، وبثتها وكالة الانباء السعودية، ان "المملكة العربية السعودية التي اكرمها الله بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوار، ستبقى بإذن الله مواصلة رسالتها السامية، متمسكة بدين الله سبيلاً ومنهجاً، ومحكّمة لشرعه المطهّر قولاً وعملاً وتطبيقاً، حريصة على كل ما فيه خدمة الاسلام والمسلمين، وعلى كل ما من شأنه تقوية اواصر الاخوة والتضامن بين هذه الامة وتعزيز روابط الصداقة مع الاصدقاء، والسعي الى اقرار السلام العادل والشامل في منطقتنا، والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها". وتلقى الملك فهد في وقت متقدم ليل أول من امس اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك، تبادلا خلاله التهنئة بعيد الفطر. كما أجرى مبارك اتصالاً مماثلاً بالأمير عبدالله بن عبدالعزيز. الأمير سلطان وهنأ الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الملك فهد وولي عهده وأفراد القوات المسلحة بالعيد، متمنياً أن يعيده الله على الأمة العربية والإسلامية "وقد اندملت جروحها واجتمعت كلمتها وسارت في درب النصر تحمل راية الهداية والسلام والعلم والعرفان للإنسان حيثما كان". وقال الأمير سلطان في كلمة وجهها من مقر اقامته في الخارج بمناسبة عيد الفطر ان "العالم يدخل اليوم حقبة فاصلة في تاريخه لم يعرف لها مثيلاً، وهو أحوج ما يكون فيها إلى الهداية الربانية التي تنشر العدل والسلام، وتداوي أمراض الروح التي لا يروي ظمأها إلا العودة إلى بارئها، وتقضي على الظلم والبؤس والحرمان وتجمع بني الانسان تحت راية المساواة والاحسان". وأضاف: "في هذه الحقبة الفاصلة من تاريخ العالم تعيش بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وعضده الأيمن ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله، مرحلة مباركة من مراحل التنمية والتطور في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والدفاعية والصحية والإدارية وغيرها". ولفت إلى تطوير القوات المسلحة السعودية وتعزيزها، وأضاف: "اننا دعاة سلام، لا في بلدنا وجوارنا وبين حلفائنا وأصدقائنا فحسب، بل سلام يسود العالم بأسره كي ينعم الانسان في كل مكان بنعمة الأمن والاطمئنان". وزاد: "اننا دعاة السلام القائم على العدل في شكله ومضمونه، وظاهره وباطنه، نشجب العنف ونرفضه وندعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن". وام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في الحرم المكي الشريف، وسيجتمع في أروقة المسجد الحرام وساحاته اكثر من مليون ونصف مليون مصلٍّ، مهللين مكبرين بما انعمه الله عليهم في شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر. ودعا إمام المسجد الحرام الشيخ محمد بن عبدالله السبيل الى "بذل محاولات جادة لوقف نزيف الدم في الجزائر وفي مواقع كثيرة يعيش فيها المسلمون حروباً طاحنة وشظف العيش وقلة الموارد" وأشار الى "ما يرتكب من جرائم وما يحدث من مجازر على أرض الجزائر راح ضحيتها الالوف من الرجال والنساء والأطفال". واستغرب في خطبة العيد التي القاها في المسجد الحرام "استمرار هذه الاحداث سنوات طويلة في ظل صمت الأمة الاسلامية". ودعا الأمة الاسلامية شعوباً وحكومات الى "تسخير امكاناتهم لوقف العدوان ومنع الظلم واغاثة المنكوبين ومساعدة الفقراء والمساكين". ونبه الى "ما آلت اليه حال الامة الاسلامية من تفرق وتشتت وتمزق، واحتلال لأراضيها وتدنيس لمقدساتها وتشريد وتعذيب وقتل وسجن لابنائها، وسيطرة اعدائها على كثير من مقدراتها وتآمرهم ضد مصالحها واحتلالهم جزءاً مقدساً من أرض الاسلام وتدنيسها واضطهاد أهلها وهدم منازلهم وتدنيس أولى القبلتين". وقال: "ان كل ذلك يحدث والعالم يتظاهر ببذل الجهود لاعادة الحق الى نصابه" وأكد ان ذلك لن يحدث اذا لم تتحد أمة الاسلام وتقف وقفة واحدة امام قوى الكفر والطغيان وتتصدى للعدوان وتسخر كل امكاناتها لمنع الظلم ومناصرة المضطهدين واغاثة المنكوبين ومساعدة الفقراء.