المطرب الكويتي محمد البلوشي فنان يجيد الهمس ويكره الضوضاء، ويهرب من الأصوات العالية، ويجد نفسه وفنه على الدوام في المنطقة المضاءة للتراث والفولكلور الشعبيين. مفعم بالحيوية، وطموح، فبعد أن ينهي دراسته للموسيقى للحصول على الماجستير خلال الفترة القريبة، فإنه يعد نفسه للحصول على الدكتوراه. التقيناه أثناء زيارته الأخيرة لمدينة روما وكان لنا معه هذا الحوار. ما هو جديدك هذه الفترة؟ - جديدي من الأغاني هو امتداد لما قدمته حتى الآن، استمديت أغانيه من التراث الشعبي، والروح الفولكلورية القديمة تلمسها بوضوح في مجموعة الأغاني التي ستظهر لي خلال الفترة القريبة. وكم عدد الأغاني التي يحملها شريطك الجديد؟ - ثماني اغنيات، واسم الشريط "حلو". وبعض هذه الأغاني هي من ألحاني. من الملاحظ ان عدداً كبيراً من المطربين الدارسين للموسيقى بصورة أكاديمية يتوجهون لتلحين أغانيهم، فما هو السبب برأيك؟ - لم أحقق الشهرة التي أنا بها حالياً كمطرف لي جمهوري الكبير، إلا عن طريق الأغاني التي قمت بتلحينها بنفسي. هل تعتقد بأن الأغنية التي تلحنها لنفسك هي أقرب اليك من تلك التي يلحنها لك بعض الملحنين؟ - نعم بالتأكيد، لقد تعاملت مع عدد كبير من الملحنين، وقدموا لي ألحاناً جميلة، إلا أنني أشعر بأن الأغاني التي لحنتها أقرب الى قلبي من غيرها. والفنان الدارس للموسيقى بصورة أكاديمية يعرف ماهية طبيعة العمل الذي يقدمه، ويعرف كيف ينتقل من مكان الى آخر، اضافة الى معرفته بأصول المقامات الموسيقية، وتمكنه من معرفة تحليل المقطوعة الموسيقية... وهذا يعني قدرة تحكمه في ملكات صوته والتصرف بها بما يتلاءم وطموحاته وأهدافه. هل تعتقد بوجود خط خاص يميز الأغنية الخليجية؟ - نعم، نستطيع القول بوجود أغنية خليجية، كما يمكن القول بوجود لون خليجي يميز هذه الأغنية. كما ان هذه الأغنية تحوي إيقاعات عدة كالكويتي والسعودي والاماراتي والبحريني والعماني، وهناك عوامل ساعدت في الآونة الأخيرة على اختلاط هذه الايقاعات ما جعل لها مميزات خاصة بها. وما هي هذه المميزات؟ - وحدة الإيقاع السهل الراقص، اضافة الى الأصالة. وماذا تقصد بمفهوم الأصالة هنا؟ - أعني اننا في العديد من أغانينا نقترب من التراث ونستلهم منه ونضمّن ما يتلاءم منه مع أغانينا. ألا تعتقد بوجود فروق في ما أشرت اليه من مميزات للأغنية الخليجية بشكل عام، بين أغنية بلد وآخر؟ - في فترات سابقة كان من الممكن تشخيص الأغنية السعودية عن الكويتية، وهذه الأخيرة عن العُمانية وهكذا... المغنون السعوديون تتميز أصواتهم عن أصوات المغنين الكويتيين من ناحية حدة الصوت وغلاظته أو خفته، ولا أقصد هنا بقوته أو ضعفه، فالمغني الكويتي يتميز بصورة عامة بغلاظة الصوت، في حين نلاحظ ان الغناء الإماراتي يتميز اضافة الى حدته، بالنزعة البدوية