قال الباحث الموسيقي أحمد الواصل إن من حق مدن منطقة الخليج أن يدون ويحفظ تراثها الغنائي خصوصاً بعد التحولات السريعة التي مرت بالمنطقة وساهمت في هدم أشياء كثيرة، وأضاف الواصل في أمسية أقيمت في نادي المنطقة الشرقية الأدبي تحت عنوان: (الكمنجة الحائرة– حركات التجديد في الأغنية الخليجية)؛ أن عدم وجود التدوين للأعمال والفنون الموسيقية يساهم في تعثر عمل الباحثين، الأمر الذي يوقعهم في أخطاء بحثية، مطالباً بالاستفادة من تجربة الكويت وعمان في التوثيق الموسيقي، بل وتطوير هذه التجارب. ورصد الباحث الموسيقي الزميل أحمد الواصل أهم التحولات وأطوار تجديد الأغنية في منطقة الخليج العربي خلال 100 عام؛ متطرقاً لأهم الإشكالات المعرفية التي واجهته خلال بحثه في تاريخ الغناء والموسيقى في الخليج، مبتدئاً بإشكالية التدوين وأرشفة الفنون الغنائية في الخليج، حيث أشار صاحب كتاب (سحارة الخليج) إلى أن أولى محاولات الأرشفة انطلقت في الكويت مع تأسيس مركز رعاية الفنون الشعبية في الكويت خلال الخمسينيات وصولاً إلى التجربة العمانية في الأرشفة مع تأسيس مركز عمان للموسيقى التقليدية بداية الثمانينيات. وحول إشكالية مصطلح الأغنية الخليجية، رأى الواصل أن هذا المصطلح تشكل مع إنشاء مجلس التعاون الخليجي، خلال الثمانينيات، في حين أن التسمية سابقاً لم تكن موجودة وأن حتى الفنان أبو بكر سالم كان يسميها "الأغنية الجزيرية". مشيراً إلى أن مصطلح الأغنية الخليجية قد يلغي فنوناً متعددة موجودة في أكثر من منطقة في الخليج العربي. وتحدث مؤلف (الأرض تغني) خلال المحاضرة عن أهم أطوار التجديد التي مرت بها الأغنية الخليجية، مقدماً نموذج المطرب الكويتي شادي الخليج عام 1956 في تجربته التطويرية مع الملحن التجديدي أحمد باقر الذي استخدم الأغنية القديمة، لتمرير التطوير الجديد من خلالها، حسب الواصل. جانب من الحضور جانب من الحضور الأمسية التي شهدت عرض "بروجكتر" لنماذج غنائية قديمة، ساهمت في كسر رتابة الحديث الشفهي، تحدث خلالها الباحث الواصل عن الطور الثاني في الأغنية الخليجية والذي أسماه (الاغتراب الغنائي: سؤال الهوية والمجتمع) كما هو عند عبدالكريم عبد القادر في أغنية غريب (1972) كلمات بدر بروسلي وألحان عبدالرب إدريس والتي تعد بداية موجة الأغنية الرومانسية. أما الأغنية الملتزمة فلم تغب عن الساحة الخليجية مشيراً إلى التجربة البحرينية وخاصة خالد الشيخ (1982) في أغنية (زنابق لمزهرية فيروز) والتي كانت من شعر سميح القاسم وتلحين وغناء خالد الشيخ بمشاركة الفنانة الراحلة رجاء بالمليح. في حين وجد الواصل في (الإنشاد) وأغاني (الراب) الطور الأخير من أطوار الأغنية الخليجية والذي يمثل الفصائل الجديدة لما بعد الحداثة، مشيراً إلى أن تجربة قصي خضر في أغنية الراب (الوظيفة). وفي مداخلته، أشار الكاتب والموسيقي محمد السنان متسائلاً حول سبب خلو كتاب (سحارة الخليج) من التطرق للموسيقى في المنطقة الشرقية، واكتفاء الكتاب بالتركيز على الكويت والبحرين علماً أن في نفس الفترة كان هنالك زخم موسيقي وكان ثمة مغن شعبي مثل مطرب دخيل، فضلاً عن تأسيس أول فرقة موسيقية سعودية منظمة عام (1962-1969) باسم الفرقة الفضية والتي وثقها أرشيف شركة (أرامكو) بالصوت والصورة. قال الواصل مجيباً: إن هدف سحارة الخليج هو توثيق أول من سجل الأسطوانات في الخليج، مشيراً إلى أنه بعد إصدار (سحارة الخليج) تجمعت عنده مادة أخرى عن نفس الموضوع وهو في صدد العمل على إبراز دور فناني الشرقية، موضحاً أن الأغنية الشعبية في المنطقة الشرقية مشتركة مع البحرين والكويت وهو ما ذهب إليه السنان أيضاً. رئيس النادي الأدبي جبير المليحان يكرم الواصل