يبدأ وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاسباني اليوم زيارة الى المغرب، تعتبر امتداداً لزيارات قام بها مسؤولون اسبان رفيعو المستوى الى الرباط في الفترة الاخيرة. وفي مقدمهم وزير الخارجية ابيل ماتوتيس والداخلية خايمي مايو اوريخا وكاتب الدولة في التجارة. وتندرج هذه الزيارة في سياق الاعداد للقمة التي تجمع رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا اثنار ونظيره المغربي المعين في آذار مارس المقبل. لكن مراقبين يربطون كثافة هذه التحركات بالموقف ازاء امكان تمديد العمل باتفاق الصيد الساحلي المبرم بين المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي واذي ينتهي مفعوله قريباً وسط تكهنات بتشدد السلطات المغربية حيال معاودة النظر في مضمون الاتفاق وعدم تمديده الا في ظل شروط مشجعة. كما يربط مراقبون هذه التحركات الكثيفة بموقف مدريد من دعم خطة التسوية الدولية لنزاع الصحراء التي ترعاها الاممالمتحدة بخاصة في ضوء تزايد تحركات قياديي بوليساريو في الساحة الاسبانية لحض المسؤولين في مدريد على الضغط على المغرب. وعلى رغم ان تصريحات صدرت عن مسؤولين اسبان، من بينهم كاتب الدولة في الخارجية اكدت التزام مدريد دعم خطة اجراء الاستفتاء، فان مواقف بعض المنظمات الحكومية تزيد في تعقيد الموضوع. اذ علم انه بعد اعلان احدى البلديات الاسبانية عن جمع مبالغ مالية لتقديم مساعدات الى بوليساريو، ينتظر ان يقوم محمد عبدالعزيز زعيم جبهة بوليساريو بزيارة الى مدينة بلباو بدعوة من رئيس بلدية المدينة، ما يعتبره المسؤولون المغاربة محاولة للتأثير في المساعي التي تبذلها الاممالمتحدة خصوصاً وان عواصم اوروبية مهتمة بتطورات نزاع الصحراء حضت ديبلوماسييها على عدم القيام بأي تحرك يعيق السير العادي للاستفتاء. ويتوقع ان يقوم وفد مغربي من منشقين عن بوليساريو بزيارة اسبانيا لمواجهة تحركات الجبهة. انتقادات الى ذلك زادت حدة الانتقادات ضد شيوخ ومراقبي بوليساريو المشاركين في اعمال لجنة تحديد الهوية، وقال افراد من قبائل أولاد بن سبع، المتحدرين من اصول صحراوية، انهم منعوا من التسجيل في قوائم تحديد الهوية وقدموا احتجاجاً الى رئيس مكتب الاممالمتحدة في مدينة السمارة. ويأتي هذا الموقف بعد احتجاجات سابقة عبر عنها ممثلون عن قبائل آيت لحسن الذين حضوا بعثة الاممالمتحدة على تحمل مسؤولياتها ازاء هذه العراقيل. وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان دعا الى فتح مكاتب جديدة في المناطق غير المتنازع عليها للافساح في المجال امام تسجيل جميع المتحدرين من اصول صحراوية، وأشار الى امكان اجراء بعض التعديلات على رزنامة الخطة لجهة اضافة فقرات جديدة امام لجنة تحديد الهوية. خلافات بوليساريو في غضون ذلك تحدثت اوساط صحراوية عن تزايد حجم الخلافات داخل قيادة بوليساريو ازاء التعاطي والاستحقاقات الراهنة. وعزت ابعاد البشير مصطفى السيد الرجل الثاني في الجبهة عن "الخارجية" الصحراوية الى خلافات حقيقية لكن عائدين التحقوا بالمغرب الاسبوع الماضي تحدثوا عن خطة تنتهجها بوليساريو للابقاء على سكان المخيمات في مواقع خارج المناطق التي يسيطر عليها المغرب، وهو ما تكشفه المحاولات الرامية الى تغيير مناطق ولادة فئات من الصحراويين خارج الجدار الامني الذي اقامته القوات المغربية. بخاصة وان خطة الاممالمتحدة تنص على اقتراع السكان المتحدرين من أصول صحراوية في مواقع ولاء تضم. ولا تمثل المناطق التي تقترحها بوليساريو لتنفيذ الخطة غير واحات صغيرة اصبحت مهجورة منذ سنوات عدة.