في حديث الى "الحياة" توقع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء فشل مفاوضات واشنطن، وأكد ان قبول الفلسطينيين بانسحاب اسرائيلي من أقل من 30 في المئة من الأراضي سيكون خطأ وقال: "قبلنا تقسيم فلسطين ولن نقبل تقسيم الضفة". وأكد ان المقاومة "مطلوبة ومشروعة" في حال اصرار اسرائيل على موقفها، وتحدث عن تنوع "الاجتهادات" في القيادة الفلسطينية، لكنه نفى وجود خلافات. ويقوم قريع بزيارة الى موسكو على رأس وفد فلسطيني بدعوة من مجلس الدوما النواب الروسي، وقابل رئيسه غينادي سيليزينوف وسيلتقي اليوم الأربعاء وزير الخارجية يفغيني بريماكوف وبطريرك عموم روسيا اليكسي الثاني. وفي ما يلي نص الحديث: من المقرر ان يلتقي الرئيس ياسر عرفات الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي اجرى محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. ماذا تتوقعون للقاء واشنطن؟ - لست ممن يستبقون نتائج الأحداث ولكن المعطيات تدل على ان الاجتماع لن يكون ناجحاً. فالحكومة الاسرائيلية حاولت افراغه سلفاً من مضمونه بتقديم لائحة من الاشتراطات المرفوضة جميعها. إذ لا يوجد مسؤول فلسطيني يمكن ان يقبل تسليم أشخاص مناضلين الى الحكومة الاسرائيلية. ثم اننا لا يمكن ان نخفض عدد قواتنا. والحديث عن الميثاق الوطني لا معنى له فقد أدخلنا تعديلات عليه. هذا ما يطالب به الاسرائيليون، ولكن ماذا عن عروضهم؟ - الحكومة الاسرائيلية أقرت خرائط وثبتت ان لاسرائيل مصالح أمنية وقومية وأماكن تاريخية يجب ان تظل تحت السيادة الاسرائيلية. وهذا أمر بالغ الخطورة إذ انه يعني ان نتانياهو يريد ان يملي مبادئ الحل الدائم الذي يستند الى تقسيم الضفة. ونحن قبلنا تقسيم فلسطين ولن نقبل تقسيم الضفة والقطاع، كما لن نقبل بأي مستوطنة او مستوطن. ثمة خلاف بين خطتي وزير الدفاع اسحق موردخاي ووزير البنى التحتية ارييل شارون، أيهما افضل، او أسوأ؟ - انهما كفردتي حذاء، لا فرق بينهما. فالطرق العرضية والالتفافية وغير ذلك واردة في الخطتين والهدف الأساسي هو تقسيم الضفة. وما هي خريطتكم انتم؟ - نحن عندنا خريطة واحدة للحل النهائي وهي تضم الضفة ومنها القدس والقطاع، يضاف الى ذلك ايجاد حل عادل ودائم لمشكلة اللاجئين، وهذا موقف فلسطيني ثابت، وإذا لم يتم تنفيذ الاتفاق الذي كان يقضي أصلاً بانسحاب الاسرائيليين من 62 في المئة من الأراضي قبل 7/9/1997 فإننا لن نذهب الى مفاوضات الحل النهائي. نتانياهو يدعو الى تفعيل هذه المفاوضات منذ الآن، لماذا ترفضون؟ - انه يريد ان يعبر النهر بهيلكوبتر ويطلب مني ان أقطعه سباحة حيث قد تلتهمني التماسيح. كلا، الأفضل ان نبقى في موقعنا الذي نحن فيه من ان نذهب الى المجهول. المشكلة مع نتانياهو ان لدينا خلافات في المفاهيم. اذن لا تفاوض قبل ان يرحل؟ - كلا، بل لا تراجع عن مواقفنا. بوصفك واحداً من المفاوضين الأوائل، ألم تضعوا في أذهانكم احتمال مجيء نتانياهو او من هو على شاكلته الى السلطة؟ - لقد تفاوضنا مع دولة وعقدنا مع حكومتها اتفاقاً وقعته دول كبرى وأحيلت نسخة رسمية منه الى الأممالمتحدة، بمعنى ان الاتفاق أصبح دولياً. الولاياتالمتحدة بوصفها شاهداً وراعياً ما هو الدور المطلوب منها؟ - انها الطرف الوحيد القادر على اعادة الموضوع الى حيزه الطبيعي. والرئيس كلينتون، إذا أراد، قادر على الضغط والدفع في هذا الاتجاه. وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت اشارت الى انسحاب "من رقمين" وفسر ذلك بأن واشنطن قد تدفع الاسرائيليين الى اعادة الانتشار من 10 - 12 في المئة من الأراضي، هل تعتقدون ان هذا حل وسط؟ - القبول بأقل من 30 في المئة خطأ، إذ ان ذلك يفرغ الاتفاق من معناه. إذا اخذنا أقل فماذا سنأخذ في المرحلة الثالثة؟ هذا إذا حصل حل وسط أصلاً. هل في القيادة الفلسطينية خلافات في هذا الشأن؟ - الموقف الفلسطيني موحد تقريباً. هناك اجتهادات مختلفة وتباين في التوقعات والتحليل. وماذا عن الخلافات مع مدير جهاز الأمن الوقائي جبريل الرجوب؟ - الرجوب ليس قضية. انه في موقعه وهو ضابط بوليس. وعلاقاتكم مع التنظيمات الاسلامية؟ - نحن لا نحاربهم، وعلاقاتنا معهم جيدة وهناك حوار مستمر مع القوى الاسلامية. عندنا سلطة واحدة وأمن واحد. الى ماذا سيؤول الوضع في حال فشل المساعي الحالية لتحريكه؟ - مطلوب منا ان نعيد تقويم موقفنا، وعملية السلام كلها. فإذا كانت اسرائيل جادة في سعيها الى السلام فنحن ملتزمون، اما إذا شاءت ان تبقى دولة احتلال فإن المقاومة مطلوبة ومشروعة وشعبنا قادر على الخيارين. ماذا طلبتم من روسيا، وهل هي قادرة في ظل أوضاعها الحالية على ان تلعب دوراً فاعلاً؟ - اعتقد ان موسكو في صدد اعادة تقويم سياستها في الشرق الأوسط، وأنا اعتقد ان الجسم الروسي الكبير ليس فارغاً، بل لديه قدرات هائلة وقد تسترد روسيا انفاسها ولا اعتقد ان دورها انتهى.