هافانا - أ ب، أ ف ب - عطلة رسمية… وسائل نقل مجانية و400 منشد بقيادة الأوركسترا السمفونية الوطنية… هكذا تستقبل قلعة "الاشتراكية أو الموت" رأس الكنيسة الكاثوليكية اليوم الأربعاء. صور البابا يوحنا بولس الثاني في كل مكان جنباً الى جنب مع صور الثائر الشيوعي تشي غيفارا… الزعيم الكوبي فيدل كاسترو يدعو "مواطنيه المخلصين" الى "المشاركة بكثافة" في مراسم استقبال الزائر التاريخي "بطل عصرنا" حسب تعبيره. طاقم التلفزيون الرسمي الذي تعوّد على مهرجانات "التحدي للامبريالية"، يعد اجهزته لتغطية حيّة للقداس الأخير الذي يقيمه البابا في هافانا الأحد المقبل… كلها علامات على الأهمية التي توليها السلطات الكوبية لهذه الزيارة التي اعتبر كاسترو انها "تزيد الثورة تألقاً". مسؤولو الكنيسة في كوبا يعتبرون ان الزيارة لا بد وان تسهم في اعطائهم مزيداً من الحرية مستقبلاًِ لأن "الزمن لا يعود الى الوراء"، كما قال اسقف هافانا الكاردينال جايمي اورتيغا. اما المعارضون للنظام الكوبي ومعظمهم في الولاياتالمتحدة فسادت وسطهم مخاوف من ان تؤدي الزيارة فعلاً الى تحسين صورة كاسترو. منذ سنوات، تنتظر "كنيسة الصمت" في قلب أميركا اللاتينية حيث يعيش تقريباً نصف الكاثوليك في العالم أجمع، زيارة البابا. وأدى تحسن طفيف لكن مشجع في العلاقات بين هافانا والفاتيكان الى بادرة تاريخية أولى. وفي 19 تشرين الثاني نوفمبر 1996 دخل كاسترو عتبة البوابة البرونزية للفاتيكان. ومنذ ذلك الوقت، تتالت النشاطات الديبلوماسية التحضيرية لزيارة البابا وأبرزها الاحتفال للمرة الأولى في كوبا بعيد الميلاد. ونظراً الى تقدم البابا في العمر وصحته المتعبة، خفف برنامج الزيارة قدر المستطاع ويتضمن فقرات راحة بين الاحتفال والآخر، على ان يعود البابا في ختام كل يوم الى مقر اقامته في هافانا. ويرافق البابا 15 شخصاً وحوالى 15 معاوناً اضافة الى 75 صحافياً من العالم أجمع. وهو يصل الى هافانا الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت غرينيتش حيث يستقبله كاسترو. وغداً يزور سانتا كلارا على بعد 300 كيلومتر الى الشرق. وبعد الظهر يستقبله كاسترو في قصر الثورة في هافانا. ويزور البابا الجمعة كاماغون على بعد 600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة ويلتقي بعد الظهر المثقفين في جامعة هافانا. ويزور السبت سانتياغو على بعد ألف كيلومتر شرق هافانا التي تعتبر عاصمة الثورة حيث سيقيم قداساً ويبارك تمثالاً للسيدة العذراء. ويلتقي الأحد في مقر السفارة البابوية ممثلين عن الأديان الأخرى ويقيم قداساً في ساحة الثورة في حضور كاسترو. ويتناول الغذاء مع الأساقفة ويلقي خطاباً. ويغادر كوبا مساء ذلك اليوم بعد ان يلتقي رجال الدين في الكاتدرائية. ويزور رأس الكنيسة الكاثوليكية كوبا متعباً ومريضاً. وهي الزيارة الرعوية الواحدة والثمانون له خارج ايطاليا. لكن طبيبه ريناتو بوزونيتي قلق بشكل خاص لزيارة البابا سانتياغو دو كوبا، المدينة الأكثر ارتفاعاً في الحرارة في الجزيرة. ويشكو البابا من عوارض مرض باركنسون التي تسبب ارتجافاً في ذراعه اليسرى. اما الأدوية التي يتناولها لمعالجة ذلك فلها عوارض جانبية منها النعاس وفقدان الذاكرة وعدم القدرة على التركيز. ومنذ انتخابه عام 1978 زار البابا أميركا اللاتينية 15 مرة وأميركا الشمالية ست مرات، في حين قام بپ43 زيارة لاوروبا بينها 19 الى أوروبا الشرقية، وزار آسيا 8 مرات. وتعود آخر زيارة له الى أميركا اللاتينية الى تشرين الأول اكتوبر 1997 حين زار ريو دو جانيرو.