مرة أخرى، ومن وحي شهر رمضان المبارك، شهر الخير واليمن والبركات، أعود هذا العام أيضاً لأبتعد عن الكلام والتعليق واستعين بالسنّة المطهرة في الحديث الشريف لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم بعد اختيارات الأمس من القرآن الكريم. فالحديث الشريف يمدنا بنور الهداية في هذه الأيام المباركة، وفي كل يوم من أيام عمرنا وعمركم، نستمد منه زادنا لدنيانا وآخرتنا لنصمد في وجه العواصف والأزمات ونحارب هجمات اليأس والانهزام و"الهرولة" نحو سراب الحياة المادية الزائفة والبعد عن معالم طريق الهداية والرشد وسبيل الاسلام الحقيقي والسلام والأمن والاطمئنان. واترك الكلام لسيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى لتكون أحاديثه الشريفة لنا نبراساً في شهر الخير والبر والتقوى والطهر: الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله أحسن الناس إلى عياله. خصلتان ليس فوقهما من البر شيء: الإيمان بالله والنفع لعباد الله. الأيدي ثلاث: سائلة ومنفقة وممسكة، وخير الأيدي المنفقة. أقربكم مني غداً في الموقف، أصدقكم للحديث وأداكم للأمانة وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس. ودُّ المؤمنِ المؤمنَ في الله من أعظم شعب الأيمان، من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، فهو من الأصفياء. قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس ما الصعلوك فيكم؟ قالوا: الرجل الذي لا مال له. فقال: بل الصعلوك حقُّ الصعلوك من لم يقدم من ماله شيئاً يحتسبه عند الله وإن كان كثيراً من بعده. إن الله خلق عبيداً من خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف ويعدون الجود مجداً والله يحب مكارم الأخلاق. إن لله عباداً يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة. صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفية تطفئ غضب الله، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف. من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم. لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. صدق رسول الله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى وصلى الله عليه وعلى آله أجمعين وأدعو الله عز وجل ان يغفر لي ولكم جميعاً.