كيب كينفرال - وكالات - استأنفت مركبة فضائية هذا الاسبوع الرحلات الى القمر بعد ربع قرن على آخر رحلة أميركية الى تابع الأرض. مركبة "بروسبتكر" التي تدور حالياً حول القمر تبحث عن شيء فات على البشر العثور عليه عندما خطا رائد فضاء أميركي أول خطوات علي سطحه، قال أنها تمثل خطوة عملاقة للبشرية. وتبحث المركبة التي تشبه طبلاً صغيراً عن الماء والغازات التي قد تصبح أول خطوة عملاقة فعلاً نحو بناء مستوطنات بشرية على سطح القمر للانطلاق الى الكواكب الاخرى. البحث عن الماء "ما أحلى العودة الى القمر" في تقدير العالم المسؤول عن البعثة جوزيف بويس. وذكر بويس أن المركبة التي أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تحمل أدوات علمية ستقوم بالبحث عن ماء متجمد في قطب القمر الذي لا يرى من الأرض. وكانت مركبة استطلاع عسكرية أميركية حدست عام 1994 وجود ماء متجمد في قطب القمر. وأحدث الاعلان عن اكتشاف آثار ماء وغازات في القمر هزة في أوساط الفضاء العالمية. فالماء والغازات يمكن أن تقدم المواد الأساسية اللازمة للبقاء والعيش على سطح القمر والانطلاق من هناك نحو غزو الفضاء. وحتى اذا كانت كميات الماء قليلة يمكن تدويرها واعادة استخدامها. ويعتقد بعض العلماء أن هذه المياه تجمعت عن المذنبات التي ضربت سطح القمر خلال ملايين السنين وقد تبلغ كمياتها، وفق تقديرهم بليون طن. ويمكن فصل غاز الهيدروجين عن الاوكسجين في الماء واستخدامها للتنفس وللحصول على الطاقة. وقد يصبح القمر محطة غاز لتجهيز المركبات الفضائية بالوقود والمياه. "المستطلع" اسم مركبة "بروسبكتر" Prospector يعني المستطلع، أو الرائد بالعربية. ويبلغ طولها نحو4 أقدام ووزنها 295 كلغم. وتقدر كلفة بناء المركبة بنحو 63 مليون دولار، وهي كلفة منخفضة بالمقارنة مع نفقات ارسال بعثات بشرية. والبعثة الحالية جزء من برنامج سريع متقشف لوكالة الفضاء الأميركية لاستكشاف المنظومة الشمسية. ستحلق المركبة على ارتفاع أكثر من 100 كلم فوق سطح القمر فترة عام ثم تنخفض الى ارتفاع نحو 10 كلم فقط وتهوي نحو الكوكب عندما تستنفذ بطارياتها. وتحمل المركبة أدوات عملية خاصة لمسح المجالات المغناطيسية على سطح القمر وفحص مكوناته، والبحث عن أدلة لوجود معادن وغازات وماء. ويمسح مطياف تحمله المركبة لقياس أشعة غاما سطح القمر للعثور على معلومات جيولوجية عن تاريخ نشوئه الذي ما تزال الألغاز تحيطه، وتحتوي مركبة "بروسبكتر" على علبة صغيرة تضم قليلاً من رفات عالم فضاء أميركي يدعى يوجين شوميكر . وكان شوميكر الذي توفي في حادث سيارة العام الماضي ساهم في تدريب رواد مركبات "أبولو" التي هبطت على سطح القمر في السبعينات. واشتهر يوجين وزوجته كارولين شوميكر اثر اكتشافهمها مذنب كبير ضرب كوكب المشتري عام 1994 واستقطب الاهتمام العالمي.