تعرضت منطقة الشرق الأوسط لعاصفة ثلجية هي الأقوى منذ ست سنوات، رافقتها رياح قوية. وغطت الثلوج الطرقات وأدت إلى اغلاق الشوارع في عدد من المدن والطرقات في المناطق الجبلية. لبنان ففي لبنان، بلغت موجة الصقيع أوجها امس، مع استمرار العاصفة الثلجية لليوم الثاني. وسلجت ادنى درجات حرارة على الساحل وبلغت درجتين في بيروت ليل اول من امس، فيما سجل تساقط الثلوج على ارتفاع لم يتجاوز مئتي متر، وأدت العاصفة الى توقف المدارس في معظم المناطق الجبلية وشل الحركة في المدن ولا سيما في العاصمة، وتجمدت المياه في القساطل وتعذر ايصال مادة الخبز الى المتاجر في البقاع. وأدى تراكم الثلوج الذي تجاوزت سماكته في بعض المناطق المتر الى استمرار انقطاع الطرق. وتعذر على الجرافات فتحها بسبب استمرار العواصف خلال الصباح. ووجّهت نداءات الى المواطنين لعدم سلوك الطرق الجبلية حتى لو كانت سياراتهم مجهّزة بالسلاسل المعدنية بسبب سوء الرؤية نتيجة الضباب والتيارات الهوائية. وكانت الثلوج حاصرت الأحد عدداً من المواطنين داخل سياراتهم في ضهر البيدر وبيت الدين وتم انقاذهم بعدما اتصلوا بقوى الأمن والإذاعات وفرق الإنقاذ عبر اجهزتهم الهاتفية الخليوية. وحاصرت الثلوج الأهالي في منازلهم في منطقة عكار وتسببت الإنهيارات الثلجية بإقفال طريق البلمند في الكورة. وفي منطقة المتن الشمالي قطعت الطريق ابتداء من بكفيا، وفي كسروان ابتداء من مستديرة عشقوت. وفي البقاع، لف الصقيع مدينة بعلبك ولم يصل المواطنون الى اعمالهم بسبب تراكم الثلوج وبقيت طريق الهرمل - القبيات مقطوعة لليوم الثاني وتجاوز ارتفاع سماكة الثلج المتر. وفي النبطية واقليم التفاح في الجنوب سجل سقوط الثلوج وبلغت الكثافة نصف متر وتعطلت حركة السير والدراسة ودمرت العاصفة الرعدية سقف ملعب تابع لهيئة الخدمات الاجتماعية في مدينة النبطية. وأدت الأنواء وارتفاع الامواج الى اقفال مرفأي صور وصيدا لليوم الثاني. وذكرت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب ان طوافة تابعة لها انقذت مساء اول من امس ثلاثة صيادين غرق مركبهم. وعزلت الثلوج قرى الشوف الأعلى خصوصاً الباروك ومعاصر الشوف ومرستي ونيحا، وتعطلت الدراسة في عاليه نتيجة العاصفة وذكر اهاليها انهم لم يشهدوا مثلها منذ العام 1992. وفيما توقعت مصادر الارصاد الجوية انحسار العاصفة تدريجاً وتحسن الطقس اليوم، حذرت من استمرار الجليد وتساقط الثلوج ابتداء من ارتفاع 900 متر. الأردن في الأردن، أغلقت الثلوج والأمطار الغزيرة التي هطلت أمس وأول من أمس غالبية الطرق الرئيسية والفرعية في المملكة، وعرقلت حركة الطائرات في مطار الملكة علياء الدولي. وواصلت آليات وزارة الأشغال وأمانة العاصمة فتح الطرق الحيوية، فيما عملت قوات الدفاع المدني والشركات والمؤسسات المعنية على انقاذ وترحيل مواطنين هددت السيول بجرف بيوتهم، فيما اصيبت شبكتا الكهرباء والهاتف بأعطال مختلفة. وعطلت الثلوج والأمطار مئات السيارات في المدن والارياف، ولم يتمكن مئات الآلاف من المواطنين من الوصول إلى أماكن عملهم، فيما اغلقت المدارس أبوابها أمس بسبب الحالة الجوية. وقالت دائرة الارصاد الجوية أن تأثير الكتلة الهوائية الباردة المتمركزة فوق سورية والمصحوبة بالثلوج والعواصف الرعدية والأمطار سيبدأ بالانحسار مساء أمس، وسجلت كميات الأمطار التي سقطت خلال اليومين الماضيين أرقاماً قياسية. ووصف مسؤول في الدائرة الأمطار التي هطلت بأنها "ممتازة وغير متوقعة" مقارنة بالكميات التي سقطت العام الماضي. ولم يتسن الحصول على تقارير نهائية في شأن الحوادث التي تسببت بها الثلوج وسوء الرؤية بسبب الضباب والغيوم المنخفضة الملامسة لسطح الأرض، فضلاً عن السيول في المناطق المنخفضة. قطاع غزة في غزة، تساقطت حبات البرد، وغمرت الأمطار الأكثر غزارة منذ 6 سنوات معظم الشوارع في أسوأ ظروف جوية تشهدها المدينة، ما أدى إلى الحاق الأضرار بعشرات المنازل في انحاء متفرقة من قطاع غزة. وقد تدخلت فرق الانقاذ وفرق الاطفاء ليلة الاثنين الذي شهد ذروة العاصفة الثلجية في أماكن عديدة لانقاذ عشرات المنازل التي تعرضت للغرق في شمال غزة وخان يونس ورفح. كما سجل تلف مساحات واسعة من المزروعات في المناطق الوسطى من القطاع بسبب السيول وشدة الرياح. كما اندلع بعض الحرائق بفعل مس كهربائي. وكانت أسوأ الأضرار في مخيم الشابورة في رفح على الحدود مع مصر، حيث تدخلت فرق الدفاع المدني الفلسطيني لانقاذ عشرات العائلات التي تعرضت منازلها للغرق نتيجة الأمطار الغزيرة، أو بسبب تطاير أسطح العديد منها بفعل الرياح. أما في خان يونس فقد اغلقت طرقات وشوارع عدة، وفي جباليا شمال غزة، تعرضت منازل عدة للغرق بفعل السيول. القدس وفي القدسالمحتلة رويترز، غطت الثلوج قبة الصخرة الذهبية وحائط المبكى وكنيسة القيامة في القدس بعد ان تعرضت المدينة المقدسة إلى أكبر عاصفة ثلجية منذ ستة أعوام. وهطلت الثلوج والأمطار الغزيرة والرياح العاتية على العديد من المناطق في الضفة الغربية. وأصابت العواصف حركة النقل العام بالشلل، كما أدت إلى اغلاق المدارس والمكاتب في القدس. وأبلغ ميكي هاكوهين من بلدية القدس اذاعة إسرائيل ان "الثلوج اغلقت معظم الطرق والشوارع بعد أن بلغ ارتفاعها نحو 20 سنتيمتراً". وأضاف: "تقوم معدات إزالة الثلوح الثقيلة بإزالة الثلوج من الطرق في محاولة للابقاء على الشوارع المؤدية إلى المستشفيات والشوارع الرئيسية مفتوحة بحيث تستخدمها سيارات الاسعاف فقط". وبدأت الثلوج تهطل على القدس أول من أمس وفي الساعات الأولى من صباح أمس، وهي أكبر عاصفة ثلجية منذ عام 1992 عندما غطت الثلوج التي بلغ ارتفاعها 40 سنتيمتراً المدينة المقدسة. وعادة ما تتساقط ثلوج خفيفة كل عام على القدس، إلا أنها تذوب خلال ساعة.