في وقت اعلنت اجهزة الأمن الجزائرية، امس، ان "ارهابيين" قتلوا ب "وحشية" 11 شخصاً في مجزرة جديدة ليل السبت - الأحد في ولاية البويرة، دعا قيادي في جماعة "العدل والاحسان" المغربية المحظورة الى العمل على تجنيب المغرب ما يحصل في الجزائر. واتهم رئيس البرلمان الايراني علي أكبر ناطق نوري، امس، السلطات الجزائرية بالتورط "مباشرة" في المجازر التي تشهدها البلاد. راجع ص6 و7 ودعا السيد فتح الله ارسلان، الناطق باسم جماعة العدل والاحسان التي يتزعمها الشيخ عبدالسلام ياسين، الى قيام حوار وطني بين الاحزاب والجماعات الاسلامية لانقاذ المغرب. وقال خلال ندوة استضافها نادي الفكر في الرباط بمناسبة مرور ثمانية أعوام على الاقامة الجبرية للشيخ ياسين: "البلاد ليست في حاجة الى برامج حزبية، لكنها في أمس الحاجة الى حوار وطني يشمل الاحزاب السياسية والجماعات الاسلامية وفئات المجتمع، في اتجاه ابرام ميثاق يضمن الاسس التي تنبني عليها الحلول المقترحة ذات البعد الاسلامي". واضاف ان التمادي في النهج الراهن سيؤدي الى مزيد من الازمات ويقود "نحو الطوفان"، على حد تعبيره. وأشار الى ان مصلحة المغرب تكمن في العمل على تجنب ما يحدث في الجزائر. لكنه لم يحدد موقف جماعته ازاء الاحداث في الجزائر. وقال ارسلان في اللقاء ان جماعة العدل والاحسان تطمح الى "حل شامل" يؤهلها الى تشكيل حزب سياسي يعمل في اطار القانون والشرعية، وان هدفها الدعوة الى الاصلاح والعمل السياسي في الوقت نفسه". واكد انها لا تطمح للوصول الى الحكم. وأوضح ان جماعته ترفض "انصاف الحلول" في التعاطي مع المتغيرات، في اشارة الى طلب احزاب سياسية دمج المنتسبين اليها وخوض الانتخابات. وعقّب على ذلك بالقول "هذه التجربة قد تؤدي الى ذوبان التيارات الاسلامية وعدم تميزها في الساحة". لكنه عبّر عن احترامه رأي الاخرين وان اختلف معهم. وفُهم انه يقصد بذلك جماعة "الوحدة والتحرير" التي اندمجت مع حزب "الحركة الشعبية الدستورية" وشاركت في الانتخابات الاخيرة التي اهلتها للمرة الاولى، بحيازة 9 مقاعد في البرلمان المغربي. لكنه رأى ان العقليات في البلاد "لم تتغير"، في اشارة الى موقف السلطات، وان كان اعترف بقيام جولات من الحوار العام الماضي، اثر اندلاع المواجهات في الجامعات المغربية بين عناصر اسلامية والسلطات. لكنه قال ان "ذلك لم يؤد الى نتائج ايجابية". وكان الشيخ عبدالسلام ياسين انتقد الاحزاب المغربية بشدة عند السماح له بحرية الحركة خارج الاقامة الجبرية. وقال في خطاب امام المصلين في احد مساجد مدينة سلا شمال العاصمة الرباط وقتذاك: "ان هذه الاحزاب بمثابة مقاولات". وأثار موقفه انتقادات جعلت الاحزاب تعزف عن طلب برفع الاقامة الجبرية عنه.