قال خبراء عالميون في البيئة ان المنطقة البحرية لإمارة أم القيوين في دولة الإمارات دمرت بيئتها نهائياً بفعل تلوث نفطي نجم عن غرق ناقلة نفط صغيرة الأربعاء الماضي قبالة إمارة عجمان. وقال خبير البيئة البريطاني كولن ريتشاردسون وأمين جمعية حماية البيئة البحرية في الإمارات ان كمية النفط المتسربة من الناقلة ليست كبيرة، لكن تأثيرها سبب كارثة بيئة نظراً لصغر الحجم الجغرافي لإمارة أم القيوين. وأضاف ريتشاردسون وهو مؤلف كتب عدة عن البيئة البحرية والطيور في الإمارات والخليج، ان اتصالاته مع المسؤولين الاماراتيين الذين تعاملوا مع هذه الحادثة أظهرت أن البقعة النفطية التي تشكلت لا تمثل خطراً محتملاً فقط، ولكنها أدت فعلياً الى تدمير البيئة البحرية الهشة لإمارة أم القيوين. ويؤكد ريتشاردسون أنه لم يعد هناك أي وقت لانقاذ البيئة البحرية وقال "أصبحت مشكلة التلوث التي أصابت المنطقة "مشكلة دولية" وليست مشكلة محطات تحلية مياه محلية، حيث أن احدى المحميات البحرية أمام ساحل إمارة أم القيوين تعتبر أكبر ثاني محمية طبيعية لطيور الفاق المعروفة ب "النهيم" بعد جزر حوار في الخليج. وأضاف ان إمارة أم القيوين تشكل منتجعاً شتوياً ضخماً لعدد كبير من الطيور المهاجرة وخاصة من سيبيريا. فانشأت إمارة أم القيوين مختبرات للأحياء المائية أمكن حمايتها بوضع عوازل تمنع تسرب أجزاء من البقعة النفطية لهذه المختبرات كما أمكن حماية محطة تحلية مياه الزوراء في إمارة عجمان، واستأنفت المحطة عملها بعد ثلاثة أيام من التوقف الوقائي. وتواصل شركة "بترول أبو ظبي الوطنية" أدنوك بناء على طلب من الهيئة الاتحادية للبيئة في دولة الإمارات دعم الجهود الهادفة الى الحد من التلوث النفطي الناتج عن غرق الناقلة. وكانت "أدنوك" أوفدت من مركزها مباشرة بعد وقوع الحادث فريقاً من الخبراء والمعدات الى عجمان لمكافحة التلوث النفطي في الرويس والحد من أي تلوث يهدد البيئة. وتستخدم "أدنوك" كذلك معدات تابعة لجمعية النفط اليابانية عبر وكالتها "لامنالكو" في أبو ظبي، وطلبت من خلال عضويتها في مركز ساوثهامبتون البريطاني لمكافحة التلوث تقديم الخبرة والتكنولوجيا، واستجاب المركز وأوفد اثنين من الخبراء العاملين لديه في مجال تنظيف الشواطئ، حيث انضم الخبيران بالفعل الى فريق "أدنوك" لمكافحة التلوث في المنطقة. وأكدت "أدنوك" استعدادها لتقديم مزيد من العون للهيئة الاتحادية والسلطات المحلية انطلاقاً من التزامها بحماية الحياة البحرية والبيئة في دولة الإمارات. وتؤكد الدوائر المعنية في أم القيوين وعجمان ان العمليات مستمرة للتعامل مع حادث التلوث النفطي الذي ضرب المنطقة بسبب غرق الناقلة والقاطرة التي كانت تجرها في مياه الخليج وذلك تنفيذاً للقرارات التي اتخذتها الهيئة الاتحادية للبيئة. وتبلغ سعة الناقلة الغارقة نحو 4 آلاف طن من الديزل "مازوت" محملة من ايران وتعرضت لرياح شديدة في الخليج أدت الى انفصالها عن القاطرة التي تسحبها مما أدى الى اختلالها وغرقها على عمق 19 متراً. وقررت اللجنة الاتحادية للبيئة التعامل مع هذا الحادث باتجاه تعويم الناقلة وعدم تسرب النفط المتبقي داخلها وشفط الكميات التي تسربت في مياه الخليج. وكلفت شركات بوضع خطط لهذا الغرض وتنفيذها.