تضم ضاحية لاكيمبا، في الجهة الغربية من سيدني، اكبر تجمّع للمسلمين في استراليا، ومع ان معظمهم لبنانيون ممن هاجروا قبل وخلال الحرب الاخيرة، تشير معلومات وزارة الهجرة الاسترالية الى وجود مسلمين في هذه القارة من 60 دولة من الشرقين الاوسط والاقصى ومن اوروبا. ولاية نيو ساوث ويلز، وعاصمتها سيدني، تضم وحدها اكثر من مئة ألف مسلم، وفي لاكيمبا اوسع وأفخم مساجد استراليا، يؤمه يومياً ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مؤمن، خصوصاً في شهر رمضان المبارك. ويقول رئيس الجمعية الاسلامية، فاروق حديد، ان شهر الصوم سيكون صعباً هذه السنة بصورة مميزة في استراليا بسبب طول نهارات الصيف - وهنا فصل الصيف في هذا الوقت - بعكس الفصول على الجهة الشمالية للأرض. "العالم العربي" يضيف حديد "يصوم في الشتاء، حين النهارات اقصر. بينما نحن نواجه نهارات يشوبها العطش والحرّ، اضافة الى ضرورة متابعة اعمالنا من دون تغيير في الدوام، كما هي الحال في البلدان الاسلامية". جريدة "سيدني مورننغ هيراليد" زارت محمصة البندقية في منطقة لاكيمبا وتحدثت الى احد عمّالها، اللبناني طارق حموي، الذي عوّد نفسه على ادراك مستوى تحميص المكسرات عبر رائحتها ولمسها كونه لا يستطيع ان يتذوقها كما هي العادة، وهو صائم. ويقول طارق: "الايام الاولى صعبة لأننا تعوّدنا، من دون وعي، ان نتذوق لنعرف اين اصبحنا في مسار التحميص، لكن والحمد لله، من يتعلّم الذوق بلسانه في مقدوره لو شاء ان يتعلّم الشيء نفسه بحاسة الشمّ". وفي سيدني ضواح مثل بانشبول وكمبسي ولاكيمبا وليدكمب تعيش اجواء رمضانية بالغة التميّز والفرادة، اذ يختلط فيها العرب بالاتراك بمسلمي الشرق الاقصى، يتبادلون الحلويات والمأكولات الخاصة وتمتزج موسيقاهم واذاعاتهم الداعية الى السحور والافطار، مما بات جزءاً وطيداً من حياة سيدني المتعددة الثقافات. ويذكر انه بات في التقاليد الاسترالية الرسمية قيام رئيس الحكومة بزيارة المراكز الاسلامية وتهنئة الجالية سنوياً بعيد الفطر، كما تخصص كبريات الصحف الاسترالية اليومية حيزاً ثابتاً لمواعيد الاصلاة والسحور والافطار.