اعترفت جماعة الحوثيين أمس بمقتل رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد بغارة للتحالف العربي في الحديدة الخميس الماضي، حيث كان يحشد المليشيات التابعة للجماعة لمواجهة الجيش الوطني اليمني وقوات طارق صالح، بعد سقوط مواقع مهمة على الساحل الغربي لليمن. ويعد مقتل الصماد أقسى ضربة تلقتها جماعة الحوثيين منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية وسيطرة الجماعة على صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) 2014. وعُين مهدي المشاط على رأس «المجلس السياسي»، وسط حال من الارتباك في صفوف الحوثيين. وأكدت مصادر أمنية أن عدداً من القياديين العسكريين لجماعة الحوثيين كانوا يرافقون الصماد، وقتل بعضهم في غارة التحالف الخميس الماضي. ومعروف أن التحالف كان عرض 20 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الصماد. وتوعد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بألا يمر مقتل رئيس المجلس السياسي «من دون محاسبة». وأعترف بأن ستة آخرين من قياديي الجماعة قتلوا مع الصماد. تزامن ذلك مع تقدم قوات الجيش في الساحل الغربي وتحقيق قوات طارق صالح (الحرس الجمهوري) انتصارات كبيرة غرباً، اذ سيطرت على كل الطرق المؤدية الى تعز وعلى الطريق الدولي بين الحديدة وتعز. في الوقت ذاته، شن طيران التحالف العربي غارات كثيفة على مواقع المليشيات اوقعت عشرات الاصابات بين قتيل وجريح في صفوف الميليشيات. وفيما تقدمت قوات الجيش في صعدة في اتجاه معاقل الحوثيين تحت غطاء جوي للتحالف، استدعى الحوثيون مئات من انصارهم الى جبهتي الساحل الغربي وصعدة. وكانت قوات الشرعية اليمنية أطلقت حملة أمنية عسكرية أمس، لاجتثاث «الجماعات المتطرفة» في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، بعد اغتيال موظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت الماضي. ونفذت ميليشيات الحوثيين، حملة اعتقالات في صنعاء طاولت 45 «مسؤول حارة» من أحياء في العاصمة، رفضوا رصد العسكريين الموجودين في منازلهم، والتجنيد الإجباري. وقال مصدر لموقع «خبر» أن «الميليشيات تحاول استقطاب العسكريين لإرسالهم إلى جبهات القتال» التي تتكبد فيها خسائر فادحة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية وإرهابيين في حي «الجحملية» ومنطقتي «العرضي» و «الشرقية» في تعز، أدت إلى مقتل خمسة جنود يمنيين وقيادي بارز في تنظيم «القاعدة». وقال ضابط في القوات الأمنية لوكالة «فرانس برس» أن «محافظ تعز أمين أحمد محمود الذي عيّنه الرئيس عبد ربه منصور هادي، نظم أول من أمس حملة من جميع الوحدات الأمنية والعسكرية، لدحر الإرهابيين» في المحافظة. وأصدر محافظ تعز قراراً بتسريع عودة مؤسسات الدولة إلى مقارها، وضرورة تطبيع الأوضاع في المحافظة، وبسط نفوذ الدولة». وتابع الرئيس اليمني خلال اتصال بمحافظ تعز الجهود المبذولة لاستعادة الأمن في المحافظة، مشدداً على أهمية «توحيد الصفوف في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلد» لتحقيق الاستقرار. وأفاد موقع «عدن الغد» بأن «القيادي السلفي عادل فارع (أبو العباس)، رفض تسليم مباني الحكومة التي تسيطر عليها جماعته، قبل الجلوس معه والتوصل إلى اتفاق»، داعياً محافظ تعز إلى «وقف الحملة الأمنية». من جهة أخرى، أمر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الأجهزة الأمنية والاستخبارات بالإسراع في كشف العناصر الإرهابية التي اغتالت عدداً من خطباء المساجد وأئمتها. وأكد أن «الحكومة ستوفر الحماية اللازمة لخطباء المساجد وأئمتها»، قائلاً: «سنفرض الأمن في عدن والمحافظات المحررة، ولن نسمح بتكرار ما حدث في السابق، وسنعمل لتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية تحت مظلة وزارتي الداخلية والدفاع». إلى ذلك، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي صاورخين باليستيين أطلقهما الحوثيون في اتجاه جازان (جنوب السعودية) أمس. وأوضح الناطق باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، أن الصاروخين أطلقا لاستهداف مناطق مدنية، مشيراً إلى «تناثر شظايا على أحياء سكنية، من دون تسجيل إصابات أو أضرار». وأفادت مصادر «قناة العربية» في مدينة ذمار (وسط اليمن)، بأن «عشرات من قياديي جماعة الحوثيين في البيضاء نقلوا ذويهم إلى ذمار، بعد سيطرة الجيش اليمني على غالبية مناطق المحافظة». وتفقد مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة القائم بأعمال وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي أمس، «اللواء 203 ميكا» في محافظة مأرب، واطّلع على مستوى الجاهزية القتالية. وعقد اجتماعاً مع قيادة اللواء وضباطه، وحضهم على مزيد من الاستعداد، ومضاعفة برامج التدريب القتالي والمعنوي. وترددت معلومات عن مقتل حوالى 20 شخصاً وجرح آخرين في قصف على حفلة زفاف ليل الأحد - الاثنين شمال غربي اليمن. وفيما كررت جماعة الحوثيين مزاعم تحمّل التحالف المسؤولية، أشارت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن القصف استهدف بلدة بني قيس في محافظة حجة.