كباتنغا (ملاوي) - أ ف ب - تركن دراجات الأجرة الهوائية على جانب الطريق في انتظار الزبائن، فهي تنافس سيارات الأجرة في مناطق ملاوي الريفية، وتؤدي خدمات أوسع كنقل المرضى والحطب المعدّ للتدفئة. بانجيرا كومبي (28 سنة) سائق «كابازا» منذ سنتين، بعدما كان يعمل في بناء السفن، ويقول إن عمله السابق «شاق جداً. لذا، قررت أن أغيره وأنا أكسب الآن 4,50 يورو يومياً». لا تخيف كومبي الأحمال الثقيلة، «فقد اعتدت عليها، في إمكاني نقل ذوي الأجسام الممتلئة ولا أنزعج ما دام هناك زبائن». وفي حين اكتسحت دراجات الأجرة النارية بلداناً أفريقية كثيرة، فضّلت ملاوي الحفاظ على طابعها الريفي مع الدراجات الهوائية التي لا تعكر السكون المخيم على الأرياف إلا برنين أجراسها. ودفعت أليكس هوكين، وهي متطوعة في منظمة «مهندسون بلا حدود» غير الحكومية، أكثر من دولار لسائق «كابازا» لكي تقطع بضعة كيلومترات مع مشترياتها في مدينة ساليما في غرب البلاد. وتقول الطالبة الكندية في العلوم البيئية: «أحب دراجات الأجرة الهوائية. يكفي أن تركب دراجة لتتنقل حول المدينة». وتعاني ملاوي الفقيرة التي تعتمد على القطاع الزراعي وتضم 16 مليون نسمة، شحّاً مزمناً في الوقود، ما يشلّ حركة وسائل النقل. وفي تموز (يوليو) الماضي أودت تظاهرات معارضة للحكومة بحياة 19 شخصاً، وكانت على خلفية أزمة الوقود. طبعاً، لا تحتاج دراجات الأجرة الهوائية إلى وقود، وهي تسمح بالتنقل في أي مكان وبأسعار زهيدة. ويوضح الهولندي بيتر مايجر الذي أسس شركة لتصنيع الدراجات في عام 2009، أن «الدراجة الهوائية تجد شعبية في ملاوي لأنه يتعذر على السكان ابتياع دراجات نارية، ولأن الكثافة السكانية مرتفعة». وتصنع شركة مايجر المقطورات لنقل البضائع. لكن منتجها الأكثر شهرة، دراجة الإسعاف الهوائية المعروفة ب «كير كار»، والتي تنقل المرضى في مقطورة خاصة، وقد بيع منها حتى الآن 800 دراجة. وهي تستخدم لنقل المرضى والنساء الحوامل من القرى إلى المستشفيات. ويبلغ متوسط المسافة بين القرية ومركز الاستشفاء 13 كيلومتراً، ويجتازها السكّان عادة مشياً.