طوقت الجهات الأمنية صباح أمس (السبت) محيط القنصلية الإندونيسية في محافظة جدة بعد توافد عشرات المتخلفين الذين ادعوا أنهم من المعتمرين هذا العام مطالبين بسرعة إنهاء إجراءات سفرهم. وشكلت النساء غالبية المتجمعين أمس أمام القنصلية، ما يشير إلى أن الغالبية منهن من العاملات الهاربات من مكفوليهن، واللائي يرغبن في السفر مباشرةً من دون الخضوع للإجراءات النظامية التي تقتضي المرور بجهاز البصمة قبل تسفيرهن. ونفى مصدر أمني مطلع ل«الحياة» الادعاءات التي أطلقها بعض المتجمعين بأنهم من معتمري هذا العام، مؤكداً أن غالبية المتجمعين بمحيط القنصلية هم من مخالفي نظام الإقامة والعمل والمتخلفين الذين يحاولون كل عام التكدس والتجمع أمام قنصلية بلادهم من أجل ترحيلهم مباشرة من دون الخضوع إلى الإجراءات النظامية التي تحكم هذه العملية. وأكد الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد ل «الحياة» أن مقر القنصلية الإندونيسية في جدة شهد تجمعاً محدوداً للعشرات من العاملات والعمال المتخلفين من الجنسية الإندونيسية، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع مسؤولي القنصلية والجهات المعنية من أجل تسريع إجراءات سفرهم إلى بلدانهم. وقال: «إن بعضهم يحاول السفر من دون الخضوع للإجراءات النظامية التي تشمل جهاز البصمة والأنظمة المتعارف عليها»، مؤكداً أن الإجراءات النظامية من الجانب الأمني تتخذ وفقاً للمتبع في مثل هذه الحالات، ولمعرفة سجلات المتخلفين منهم ومدى وجود مطلوبين جنائيين أو مرتكبي جرائم بينهم. وأضاف: «الوضع يتكرر كل عام من مخالفي نظام الإقامة والعمل وقد تم التعامل مع الحادثة حسب الإجراءات والأنظمة المتبعة في مثل هذه الحالات والتنسيق مع القنصلية والجهات المعنية للتسهيل عليهم وسرعة إنهاء أوضاعهم». وشهد محيط القنصلية أمس توافد بعض السعوديين من الكفلاء الذين هربت عاملاتهم منهم، من أجل التعرف عليهن حسب تأكيد أحدهم (فضل عدم ذكر اسمه)، إذ أشار إلى أنه قدم إلى الموقع بعد أن سمع عن تجمع الإندونيسيين. وقال: «لاحظت كغيري الأعداد الكبيرة للعاملات المتخلفات اللاتي توافدن على محيط القنصلية وحاولت البحث عن خادمتي التي لم تستمر في العمل سوى 10 أشهر فقط قبل أن يهربها أحد السماسرة من الجنسية ذاتها ومنذ ذلك الوقت وهي غائبة لا أعلم عنها شيئاً». ولفت إلى أن هناك سعوديين آخرين تواجدوا من أجل تقديم عروض للعاملات للعمل في منازلهم في ظل أزمة الحصول على تأشيرات العمالة الإندونيسية.