برازيليا - أ ف ب - أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن قضية الإفراج عن المعتقلَيْن الأمركيَّيْن في أيدي القضاء، لكنه اشار إلى معلومات تتحدث عن رغبة هذا الجهاز بتخفيف العقوبات الصادرة بحقهما. وكانت محكمة الثورة أصدرت أحكاماً بالسجن علي شين باور وجوش فتال وصلت إلي 8 سنوات بتهمة دخول الأراضي الإيرانية بصورة غير شرعية والقيام بأعمال تجسسية. ولم ينفِ صالحي جهود بعض الجهات الدولية للإفراج عنهما، معرباً عن أمله في «صدور قرار الجهاز القضائي بهذا الشأن في القريب العاجل»، داعيا الإدارة الأميركية إلى إثبات حسن نيتها في إطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين في الولاياتالمتحدة. ولاحقاً، صرّح مسعود الشافعي محامي الأميركيين المعتقلين بأن «كل شيء جاهز للإفراج عنهما، باستثناء توقيع قاضيين على الوثائق التي تسمح بدفع كفالة مقدارها 500 ألف دولار لكل منهما». وأوضح أنه توجه إلى المحكمة صباح أمس، لكن القاضي كان غائباً. «لذا، لا أعلم متى ستوقع الوثيقة، علماً أن الكفالة جاهزة»، من دون أن يوضح الجهة التي ستدفعها، في ظل انعدام العلاقات الديبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوإيران. وفي أيلول (سبتمبر) 2010، دفعت سلطنة عمان كفالة مقدارها 500 ألف دولار للإفراج عن سارة شورد، رفيقة باور وفتال، والتي اعتقلت معهما ثم أفرج عنها «لأسباب صحية». إلي ذلك، أعرب صالحي عن قلقه خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في طهران مع نظيره الأرميني إدوارد نالبنديان، لنصب رادار للحلف الأطلسي في الأراضي التركية، داعياً حكومة أنقره إلى التريث في اتخاذ مثل هذا القرار «في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بتطورات مهمة وكبيرة». وقال صالحي إن طهران تحاول حل مشاكلها مع 15 دولة جارة «من أجل دعم الأمن والاستقرار»، معرباً عن أمله في ألاّ يعزز الآخرون المشاكل بين دول المنطقة «التي تسعي لها القوي الأجنبية». في غضون ذلك، حذّر مصدر عسكري إيراني بارز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من «فتنة جديدة تسوِّقها تركيا في المنطقة»، داعياً القيادة التركية إلي «عدم مد أرجلهم أطول من غطائهم»، معرباً عن إعتقاده أن من يصبح لعبة بيد الولاياتالمتحدة لا يمكن أن يجد له مكاناً في المنطقة. وقال المصدر في حديث له نشرته أسبوعية «9 دي» الإيرانية، أن مصير من يصبح لعبة بيد الولاياتالمتحدة سيسقط لا محالة، لأن أردوغان انتهج سياسة تخدم المصالح الأميركية في المنطقة من خلال تهديد النظام السوري، وسماحه لاستخدام القواعد العسكرية التابعة للأطلسي لضرب دول المنطقة. مخاوف برازيليةمن البرنامج النووي على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية البرازيلي أنتونيو باتريوتا، أن المخاوف حول البرنامج النووي الإيراني لها «بعض الأساس»، مع دعوته إلى الحوار مع طهران. وقال باتريوتا في مقابلة صحافية «هناك مخاوف مع بعض الأساس لها، ومفادها أن برنامج تطوير الطاقة النووية في إيران لن يكون لأغراض سلمية حصراً. أعتقد أنه من الضروري أن تظهر طهران أن البرنامج هو بالواقع لأغراض سلمية». ومع ذلك، دعا وزير باتريوتا إلى الحوار مع إيران، الذي كان بدأه الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010)، إذ قام بدور الوسيط في اتفاق مع طهران رفضته الأسرة الدولية. وتعتبر برازيليا أن «التزام» البرازيل هو من أجل «بناء الثقة، وذلك يتم عبر الحوار». وأكد وزير الخارجية البرازيلي ان سياسة بلاده بالنسبة لإيران لم تتبدل. وزاد: «نحن مع علاقة مع إيران تساهم في تقليص التوتر» في هذه المنطقة. وهذا العام في ظل رئاسة ديلما روسيف، دعمت البرازيل قراراً في مجلس حقوق الإنسان كلّف بموجبه مقرر خاص حول وضع حقوق الانسان في إيران، وهو موقف يختلف عما كان عليه الوضع في عهد لولا، الذي امتنع باستمرار عن التصويت في القضايا المتعلقة بإيران.