جدد وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التزامهم بأهداف ومبادئ ميثاق المنظمة، مؤكدين في «إعلان جدة» الصادر خلال جلستهم الختامية لأعمال الدورة ال41 للمنظمة في جدة أمس (الخميس)، ضرورة «تنسيق الجهود المشتركة، لأجل التصدي لجميع التحديات والتهديدات التي تواجه البلدان الإسلامية، وتقوية أواصر الوحدة والتضامن بينها لتأمين مصالحها المشتركة في الساحة الدولية». ورحب «الإعلان» بتشكيل فريق الاتصال الوزاري في شأن مدينة القدس الشريف، داعين إلى سرعة التحرك لنقل رسالة المنظمة في شأن القدس الشريف إلى الدول التي تتحمل مسؤولية سياسية ومعنوية وأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، إضافة إلى دعم جهود المنظمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس، وحشد الموارد اللازمة لوكالة بيت مال القدس الشريف. وحمّل «إعلان جدة» إسرائيل المسؤولية الكاملة عن توقف مسار عملية السلام، نتيجة عدم التزامها بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، واستمرارها في سياسية الاستيطان والحصار، وتهويد مدينة القدس الشريف، وتغيير وضعها الجغرافي والديموغرافي، رافضاً الانتخابات الرئاسية التي تمت أخيراً في سورية ونتائجها كافة، لتعارض ذلك مع بيان جنيف الذي يدعو لإنشاء هيئة حكومية انتقالية، بهدف إحياء عملية سياسية لتنفيذ المرحلة الانتقالية، بقيادة جميع الأطراف. وأدان «إعلان جدة» إخفاق النظام السوري في تطبيق قرار مجلس الأمن 2139، الذي يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين من دون عوائق، مطالباً جميع الدول الأعضاء والفاعلين الدوليين المعنيين إلى زيادة تعزيز إسهاماتهم بالنظر إلى تنامي أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار، معبراً عن القلق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا مع حضّ جميع الأطراف الليبية للدخول في حوار وطني شامل للوصول إلى حل توافقي ينهي الأزمة. الدعوة لوقف أعمال العنف في أفريقيا الوسطى وفي ما يخص الوضع في أفريقيا الوسطى، دعا «إعلان جدة» إلى وضع حد فوري لجميع أشكال العنف الذي يتعرض له المسلمون هناك، مشيراً إلى دعم جهود الأمين العام ومبعوثه الخاص في أفريقيا الوسطى، ودعوة الدول الأعضاء إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من النزاع ولدول الجوار التي تستضيف اللاجئين.وأعرب «إعلان جدة» عن التضامن مع اليمن ومالي وأفغانستان وأذربيجان والصومال وكوت ديفوار واتحاد جزر القمر وجيبوتي والبوسنة والهرسك، وكذلك شعوب جامو وكشمير والقبرصي التركي وكوسوفو، في طموحاتها نحو تحقيق حياة سلمية وآمنة، مطالباً بوقف استمرار العنف والتمييز ضد المجتمع الروهينجي المسلم في ولاية راخين في ميانمار، فضلاً عن دعم قرار الأمين العام تعيين مبعوث خاص إلى ميانمار والتوصل إلى حلول مرضية تضمن حقوق الروهينجيا المسلمين وعدم تعرضهم للاضطهاد. إدانة أعمال «بوكو حرام» في نيجيريا دان «الإعلان» أعمال العنف التي تقترفها مجموعة «بوكو حرام»، مع التأكيد على الدعم والتضامن مع شعب وحكومة نيجيريا للقضاء على هذه المجموعة المتمردة، مجدّداً التزام دولهم بتوطيد التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، وأشاد بجهود المركز الدولي الذي أنشأته السعودية لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة. التصدي للتطرف المستتر بالدين دعا «إعلان جدة» إلى التصدي للتطرف المستتر بالدين والمذهبية، وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية ودعوة الدول الأعضاء إلى تعميق الحوار بين أتباع المذاهب وتعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح، مرحباً في هذا الإطار بمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية الذي أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة في مكةالمكرمة في آب (أغسطس) 2012. ودعا «الإعلان» الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي إلى الإسراع بوضع هذا القرار موضع التنفيذ بالتنسيق مع البلد المضيف - المملكة العربية السعودية - حتى يتسنى لهذا المركز الاضطلاع بدوره، مرحباً باختيار السعودية مقراً للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان. وفي ما يخص الشأن الاقتصادي حضّ «إعلان جدة» الأمانة العامة على إعادة هيكلة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، لتكون أكثر فعالية في تمكين رجال الأعمال من القيام بدور مؤثر لتعزيز التعاون بين الغرف الإسلامية في الدول الأعضاء، مبدياً رضاه بالعرض الذي قدمته الكويت لاستضافة الدورة ال42 لمجلس وزراء الخارجية لعام 2015.