ربما لا يتعجب المشجع النصراوي من غياب عدد من أعضاء الشرف البارزين عن الاجتماع الشرفي للنادي والمحدد مساء اليوم، ولكن قد يكون الاستغراب بشكل أكبر حول عدم تسديد الرسوم من الرئيس السابق والملقب ب «الرئيس الذهبي» الأمير فيصل بن عبدالرحمن والذي حقق معه النصر أبرز إنجازاته على مدى تاريخه، والمتمثلة في بطولتي آسيا والتأهل لكأس العالم للأندية، إضافة إلى فترة رئاسة أخرى ناجحة حقق أثناءها كأس الأمير فيصل بن فهد، فلم يكن نبأ عدم وجود الأمير فيصل بن عبدالرحمن عادياً لدى الجماهير، خصوصاً أنه بارك خطوات الإدارة الحالية برئاسة الأمير فيصل بن تركي في أكثر من مناسبة. التغيب عن الاجتماع الشرفي لا يقتصر على الرئيس «الذهبي» فقط، بل يشمل أعضاء شرف رسموا لأنفسهم قيمة عالية في الأوساط «الصفراء» والحديث هنا عن طلال الرشيد الذي مارس العمل الإداري أكثر من مرة في النادي العاصمي، وكان من أبرز الأسماء في الخريطة النصراوية يوماً ما، ولا يتوقف الحديث عن ذلك بل يمتد ليشمل سامي الطويل الذي قدم دعماً سخياً للنادي في أوقات سابقة وعلقت الجماهير النصراوية آمالاً واسعة عليه لخدمة النادي، إلا أنه لن يطل في الاجتماع المنتظر. كما لن ينضم لمجلس الاجتماع الأمير منصور بن جلوي والذي كان من أبرز الأسماء التي تدافع عن الفريق في مناسبات عدة وتقف خلف إداراته، على رغم اختلاف أعضاء شرف آخرين معها، علاوة على غياب شاهر الصعيري والذي ظهر في سنوات ماضية واعداً بدعم غير مسبوق لنادي النصر إلا أنه انسحب عن الأضواء وعن الدعم حتى موعد الاجتماع الحالي. ومن أبرز الأسماء الغائبة عمران العمران على رغم الصلح الذي تم بينه وبين رئيس النصر أخيراً من خلال الأميرين وليد بن بدر وعبدالحكيم بن مساعد، إلا أن ذلك لم يشيد جسراً لوصول عمران للاجتماع فلم يسدد الرسوم ولم يدخل قائمة أعضاء الشرف، فيما ما زالت بعض الجماهير «الصفراء» تربط خلافاته مع الرئيس وترسباتها حتى بعد الصلح في عدم تسديده للرسوم. وكانت إدارة النصر مددت فرص تسديد الرسوم لثلاثة أيام عن الموعد المحدد سابقاً لإتاحة الفرصة لأعضاء الشرف الذين واجهوا ظروفاً أجبرتهم على عدم التسديد في التوقيت. أما رسوم العضوية الشرفية فتم اعتماد قاعدتها في الاجتماع الأخير في ال19 من آب (أغسطس) الماضي، والذي وجهت خلاله الإدارة الدعوات لأكثر من 270 عضواً وتفاجأت بحضور 42 فقط، وشهد الاجتماع اعتراض الأمير ممدوح بن عبدالرحمن والذي خرج على إثر اعتراضه ذلك من مقر النادي في منتصف الجلسة، وبرر انسحابه بعدم قناعته باعتماد رسوم على أعضاء الشرف، ومؤكداً في الوقت ذاته أن النصر يتعرض ل «القرصنة» من 3 أشخاص ونصف! ولم يؤثر ذلك الانسحاب في سير الاجتماع واتفق الحاضرون على عقد الاجتماع الموسع في ال17 من أيلول (سبتمبر) «اليوم»، مع خفض الرسوم من 200 الف ريال إلى 100 الف على أن تسدد ال100 الأخرى بعد 6 أشهر، والغريب أن الأمير ممدوح بعد تلك الأحداث التي صدرت منه قام بإيداع رسوم العضوية في حساب النادي، متبعاً إياه ببيان يؤكد خلاله أنه مهما اختلف في وجهات النظر مع الإدارة الا انه سيبقى محباً للنادي. إدارة فيصل بن تركي طبقت مبدأ الشفافية مع الجميع وقامت بإعلان اسم كل عضو شرف يقوم بإيداع الرسوم في حساب النادي البنكي عبر جوال النصر، وكانت المحصلة 36 عضواً هم من سددوا ولهم الأحقية في حضور الاجتماع الشرفي، ولكن قبل ذلك والجماهير تترقب وتتأمل صفحة بيضاء لناديها خالية من الخلافات، ولها آفاق واسعة في سماء الإنجازات، تفاجأت بإعلان رئيس المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الأمير منصور بن سعود بتخليه عن منصبه مبرراً ذلك بأن أنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تسمح بوجود مثل ذلك المنصب، مؤكداً ان النصر غني برجالاته ولا يتوقف عند كائن من كان، مشدداً على أن تخليه عن منصبه لا يعني وجود خلافات بينه وبين أي عضو شرف نصراوي. ولاحت بعض الأنباء في الأفق عن نية الامير طلال بن بدر لترشيح نفسه لتولي منصب مدير المجلس التنفيذي خلفاً لمنصور بن سعود أثناء الاجتماع. الجماهير «الصفراء» تترقب ما سيؤول إليه الاجتماع الحالي، خصوصاً أنه يأتي في مطلع الموسم وسط رغبة جماهيرية بأن يلتم شمل أعضاء الشرف بما يسهم في دفع الفريق نحو تحقيق الإنجازات من جديد.