اختتم «المؤتمر التاسع عشر حول السلامة والصحة المهنيتين»، الذي اعتُبر أكبر تجمع لخبراء الصحة والسلامة في تاريخ المؤتمر، جلساته أول من أمس مؤكداً أن العمل اللائق هو العمل الآمن، موصياً بتجديد الالتزام ببناء ثقافة وقائية عالمية والمحافظة عليها. وشارك في المؤتمر، الذي عُقد في اسطنبول ما بين 11 و15 من الشهر الجاري ونظمته «منظمة العمل الدولية» بالاشتراك مع «الاتحاد الدولي للضمان الاجتماعي» ووزارة العمل والضمان الاجتماعي التركية، نحو 5400 شخص من 140 بلداً. ويُعتبر المؤتمر، الذي يُعقد كل ثلاث سنوات منذ العام 1955، المنبر العالمي الأول للخبراء وصانعي السياسات والعاملين في مجال الصحة والسلامة في العمل. وشدّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال الجلسة الافتتاحية، على أن الاقتصاد المنتج يتطلّب قوى عاملة ماهرة وكفوءة، داعياً إلى اعتماد مقاربات وقائية في مجال السلامة والصحة المهنيتين بهدف تأمين ظروف العمل «التي يستحقها كل إنسان». واجتمع وزراء العمل من عدة دول، قُبيل عقد المؤتمر، بدعوة من الحكومة التركية في قمة وزارية حول الثقافة الوقائية، ووقّع 34 وزيراً إعلان اسطنبول معترفين بحق العمل في بيئة صحيّة وسليمة على انه حقٌّ أساسي من حقوق الإنسان ومسؤولية اجتماعية، كما التزموا بناء ثقافة وقائية وطنية دائمة في مجال الصحة والسلامة في دولهم. ويستند إعلان اسطنبول إلى الالتزامات التي اتفق عليها في إعلان سيول عام 2008، الذي اعتُبر خارطة طريق لإرساء ثقافة عالمية شاملة في مجال الصحة والسلامة. وفي نهاية المؤتمر، دعا كلّ من مدير برنامج منظمة العمل الدولية حول السلامة والصحة المهنية وبيئة العمل السليمة، والمدير العام للاتحاد الدولي للضمان الاجتماعي، إلى تجديد الالتزام ببناء ثقافة تُروّج للسلامة والصحة المهنية وقادرة على مواكبة التغيّرات في بيئة العمل الناجمة عن التغير الديموغرافي وتطوّر سوق العمل. ولفت المشاركون إلى التوجهات التي تؤثر على السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل، منها وقع الأزمة الاقتصادية والتكنولوجيات الجديدة، مثل التكنولوجيا المتناهية الصغر، والتغيّر المناخي وآثار العولمة، إضافة إلى زيادة الهجرة ونمو الاقتصاد غير المنظم. وأظهرت الخبرات التي تم تبادلها أن المفتاح للارتقاء بثقافة الصحة والسلامة يكمن في إرساء حوار اجتماعي بين الحكومات والعمّال وأصحاب العمل، والتركيز على التعليم والتدريب. ونشرت «منظمة العمل الدولية» تقريرها حول الاتجاهات والتحدّيات العالمية في مجال الصحة والسلامة المهنية. وأظهر التقرير أن عدد الحوادث والأمراض المميتة المرتبطة بالعمل ارتفع بين 2003 و2008، على رغم تراجع عدد الحوادث المميتة فقط من 358000 إلى 321000 خلال الفترة ذاتها نتيجة التقدم في الوقاية، في حين ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالعمل من 1.95 مليون إلى 2.02 مليون.