استغرب محمد المسحل المطالبة بإقالة الهولندي فرانك ريكارد بعد الخسارة من العراق معتبرا ذلك مجازفة غير منطقية، سيما في ظل التوقيت الذي يخوض فيه الأخضر استحقاقا مهما وبطولة يبحث عن لقبها، وقال إن الخلل في الرياضة السعودية يتجاوز مسألة إخفاق مدرب أو مجموعة من اللاعبين إلى عدة مشاكل تنخر في منظومة المنتخبات بما فيها الفئات السنية، وانتقد القسوة في التعاطي الإعلامي والنقد السلبي سيما من بعض الأسماء حتى قبل انطلاق البطولة، متناولا في حواره مع «عكاظ» حقيقة تنصله من المسؤولية وموقفه من بقاء ريكارد وتفاصيل أخرى تطالعونها فيما يلي: • لماذا تنصلت عن المنتخب؟ • من قال على لساني أني تنصلت عن المنتخب السعودي أنا ما قلته أن المنتخب العراقي أدى أداء أقوى من السعودي وتمكن من الفوز ومبروك لهم وبالتوفيق لمنتخبنا في المباراتين القادمتين. وزاد، سئلت عن بعض تفاصيل المنتخب فقلت الآن الاتحاد السعودي لكرة القدم له إدارة جديدة وله الحق في التعليق واتخاذ القرارات الصحيحية وأنا مدعو من الشيخ خالد آل خليفة بصفتي ضيفا ولست كمسؤول وعلاقتنا مع الاتحادات مثل البطولات المجمعة التي فيها ألعاب مختلفة قدم أو غيرها خاصة التي تشرف عليها اللجنة الأولمبية كدورات، وتدخلنا في عمل الاتحاد بشكل مباشر غير وارد. أما تنصل ما تنصل هذا كلام يفسر بطريقة صحيحة إذا سمعت هجوما بنية صادقة أو سيئة، الرد عليه هو ضياع للوقت لأن وراءنا كثيرا من العمل لنعمله ولدينا جهودا كبيرة ونحتاج تركيزا ووقتا والرد هو ضياع لذلك وأفضل حل الصمت. • عدد من النقاد يتهمون المسحل بأنه وراء التعاقد مع ريكارد؟. • أنا استلمت العمل في آخر شهر 4 من عام 2011 وحينها كان الاتحاد السعودي يبحث عن مدرب لستة أشهر، للأسف الشديد كثير من الجهات الإعلامية عندما تتطرق لأمر تنسى تفاصيله وتتطرق لنقطة معينة وتركز عليها والقارئ العادي يأخذ هذه الأخبار بحمل الجد ولا ينظر إلى تفاصيلها وتاريخها. • وماهي التفاصيل؟ • كان هناك بحث مستمر عن مدرب منذ ستة أشهر والشارع الرياضي كان منقسما بين من يريد مدربا برازيليا ومن يريد وطنيا أو أوروبيا، ولذلك كان الحل الأفضل أن نرى مدربين ذوي مكانة قوية وموجودين في الساحة ونستشير كثيرا من الجهات الفنية التي تعرف في هذا المجال وجدنا أكثر من مدرب وتحدثنا معهم ورفضوا الحضور للمملكة رغم المغريات المالية. وزاد، وجدنا المدرب قوميز البرازيلي وتعاقدنا معه وواجهته ظروف وأبلغنا أنه سيتأخر ولكن لم نحتمل التأخير لوجود تصفيات كأس العالم الأولية وفسخ العقد قبل وصول المدرب. وأضاف، كان هنالك فرانك ريكارد قبل أن آتي كان هنالك تفاوض معه لكن كان رافضا أن يأتي وفي الأخير تفاوضنا مجددا بناء على المفاوضات التي كانت (قبل أن آتي للاتحاد السعودي) فوافق أن يأتي. وأنا لن أقيم ريكارد لأني لست فنيا لكن نحن كشارع سعودي، انظر لجميع المدربين الذين مروا على المنتخب قبل ريكارد هل تتوقع أن أي أحدا منهم نال إعجاب ورضى الشارع الرياضي خاصة بعد أن يتلقى خسارة، حتى لو أتينا بترسانة مدربين لتولي مهمة المنتخب، الأخضر يحتاج إلى تجديد والأمر ليس (بالسوق والشراء) هؤلاء بشر نحتاج لتنمية لقدراتهم منذ النشء. • ولكن لا يبدو أن الشارع الرياضي يتفق مع ما تقول؟ • مع الأسف الشارع الرياضي تسيطر عليه شريحة من الإعلاميين دائما ما يحاولون إقناع الشارع الرياضي أن الخطأ موجود بالمنتخب الأول فقط وهذا غير صحيح، الخطأ موجود في جميع التركيبة الفنية للمنتخبات وأيا كانت فكل هذه الأمور تحتاج إصلاحا كي يكون لديك منتخب قوي بغض النظر عن المدرب الذي يدربه. للأسف البرامج الحوارية تستضيف محللين لديهم احتقان أو عندهم نظرة معينة ليتحدثوا عنها لكن للأسف الشديد نادرا ما نرى رأيا يتحدث عن الموضوع بشكل أشمل (خسارة تحدثون عن مدرب – فوز عن لاعب أو لاعبين- أو يتكلمون عن الفريق المنافس إنه أخطأ)، وأعتقد أن الشارع الرياضي الآن يحتاج إلى أصوات تطرح بطريقة أشمل للمستقبل، أما الموضوع إذا كان استهدافا لشخص أو شخصين هؤلاء الأشخاص سيذهبون لكن بالنهاية ماذا استفدت أنت وماهي السياسة طويلة الأمد التي ستنتهجها؟ • هذا يعني أنك راض عن أداء ريكارد؟ • أنا لا أزكي ريكارد ما يزكيه هو تاريخه وأصوات المدربين العالميين الذين رافقوه ويعرفون قدراته، إذا أردنا أن نتناوله بالنقد القاسي لأنه خسر من منتخب العراق فهذه مشكلة، ولا أعلم إذا فاز هل سينال مديح ورضى الشارع الرياضي، من غير المنطق بسبب خطأين دفاعيين نحمله الخسارة. • جميع المحللين والنقاد انتقدوا خطته وأنت تشيد به؟ • أحترم جميع الآراء لنا سنوات ولدنا يوما 6 أو 7 برامج حوارية تعودنا إذا فاز المنتخب لهم رأي واحد معروف وإذا خسر لهم رأي واحد معروف بغض النظر عن المحللين سواء لعبوا كرة أو حتى تنس.. هنالك أصوات عقلانية أتابعها تقول قبل تنتهي الدورة لا تستعجلون الطرح الذي يتم الآن ليس بصالح اللاعبين الطرح الماضي كذلك ليس بصالحهم. للأسف قبل كل استحقاق للمنتخب وقبل كل بطولة نرى بعض الأصوات التي يروق لها أن تهاجم بعض اللاعبين وبعض المسؤولين بالمنتخبات ولكن أرى أن ذلك لا يخدم المنتخب. وبعض المحللين والنقاد الخليجيين يستغربون من الهجوم على المنتخب السعودي قبل استحقاق وهم مستغربون وبعضهم يقول هذه مشاكل داخلية لا نريد التدخل فيها. للأسف أنا أتابع الصحف الكويتية والإماراتية لم أشاهد أي مقال هجومي على منتخبهم، والموضوع أكبر من أنه «يحز بخاطر» فالموضوع وطني وأتمنى أن يصلح الله الحال.