أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقف الهجمات على القوات الأميركية خلال انسحابها من العراق. ودعا أنصاره الى التظاهر الجمعة لتقديم «الشكر» إلى الحكومة لأنها استجابت لمطالب الشعب. لكن ناطقاً باسم «عصائب أهل الحق»، أكد ان الجماعة مستمرة في عملياتها ضد القوات الاميركية، وأن دعوة الصدر لن توقفها. وقال الصدر في بيان مساء السبت: «حرصاً مني على استقلال العراق وانسحاب القوات الاميركية من البلاد، صار لزاماً عليَّ ان أوقف العمليات العسكرية للمقاومة العراقية الى حين إتمام الانسحاب». وأضاف: «في حال لم يتم الانسحاب وبقي العراق غير مستقل، سيتم إرجاع العمليات العسكرية بنهج جديد وبأس شديد». وشكر «كل الجهود الإعلامية والسياسية والعشائرية التي ساهمت في تحرير العراق». وكان الصدر طالب القوات الأميركية في 8 آب (أغسطس) الماضي بالانسحاب من العراق مع جميع أسلحتها، مهدداً باستهداف قواعدها العسكرية أو «المدربين الذين يعلِّمون الآخرين تعذيب السجناء وقتل الأبرياء»، محمِّلاً تلك القوات مسؤولية «انتشار الإرهاب والمليشيات الطائفية». وكانت جماعة «اليوم الموعود» التابعة للصدر، أعلنت خلال الشهرين الماضيين تبنِّيها 30 عملية ضد القوات الاميركية. إلى ذلك، قال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» أبو العباس الكربلائي ل «الحياة»، إن «المقاومة الاسلامية» مستمرة في عملياتها التي تستهدف القوات والأرتال الأميركية. وأضاف أن «قرار الصدر وقف العمليات يمثل تياره، ونحن ملتزمون بعهدنا امام الله والشعب: إما تحرير العراق أو الشهادة». وتابع أن «تيار الصدر، وبعد انضمامه الى الحكومة والبرلمان، تخلى عن المقاومة وصار همه المناصب»، مشيراً الى ان «العصائب طريقها معروف في المقاومة، فهي لا تستهدف المدنين بل القواعد والارتال الاميركية وكل القوى المحتلة للعراق». يُذكر أن «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها الناطق السابق باسم الصدر الشيخ قيس الخزعلي، انشقت عنه عام 2004 بعد معارك «جيش المهدي» في النجف مع القوات الاميركية من جهة، والحكومية من جهة اخرى، واستقطبت الكثير من عناصر «الجيش». من جهة أخرى، طالب الصدر الشعب العراقي بالتظاهر في المدن العراقية لتقديم «الشكر إلى الحكومة»، بعد أن «أخدت في الاعتبار تطبيق مطالبه». وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه امس: «أدعو الشعب العراقي للخروج في تظاهرات سلمية بعد صلاة الجمعة المقبلة لتنفيذ مطالبه وتقديم الشكر للحكومة التي أخذت في الاعتبار الشروط الثلاثة التي حددناها لتأجيل التظاهرات». وطالب ب «عدم رفع الصور واللافتات على الإطلاق، وان تكون الأمور رمزية تدل على المطالب». وتابع أن «المستشار الإعلامي للحكومة أكد أن جميع القوى الوطنية في البرلمان وخارجه مستعدة لتحقيق تلك المطالب، بما يحفظ للجميع هيبتهم واستقلاليتهم، لذا سيتم تشكيل لجان برلمانية للتصويت على تلك المطالب التي لا يجب أن تكون لفئة دون أخرى بل للشعب العراقي كافة». وكان الصدر حدد ثلاثة شروط لتأجيل التظاهرة المليونية المطالِبة بتحسين الخدمات، مؤكداً أن تلك الشروط تتضمن إعطاء حصة من النفط العراقي لكل مواطن، وتشغيل ما لا يقل عن خمسين ألف عاطل عن العمل في المحافظات، وتوزيع الوقود على المولدات الأهلية مجاناً قبل أن يتم تحسين واقع الكهرباء في تلك المناطق. وكانت معلومات تحدثت في وقت سابق عن زيارة وفد برئاسة عبد الحليم الزهيري المقرب من رئيس الحكومة وأحد صقور «حزب الدعوة» الى ايران، لحضها على التدخل لوقف تهديدات الصدر بدعم التظاهرات التي تطالب بتحسين الخدمات.