اعتبرت السفارة الاميركية في بغداد أن تهديد زعيم تيار الزعيم الديني مقتدى الصدر باستئناف العمليات ضد طواقمها «ليس جديداً»، فيما اعلن الصدر وقف الحرب الكلامية ضد «عصائب الحق»، وهي المجموعة المسلحة المنشقة عن تياره. وكان الصدر اعطى مهلة شهر للحكومة لوقف ما سماه «الخروقات الاميركية وتجاوزاتها»، مطالباً «المقاومة الوطنية بالاستعداد للرد في حال تكرار الخروقات الجوية لسمائنا». وأقرت السفارة الاسبوع الماضي بأن «إحدى طائراتها المروحية اضطرت للهبوط قرب نهر دجلة بسبب عطل فني»، مبينة أنه «تمت إعادة المروحية إلى مقرها في المنطقة الخضراء». وأكد الرئيس باراك أوباما الثلثاء الماضي «تسيير طائرات من دون طيار لحماية السفارة في بغداد». وقال مصدر في السفارة الاميركية في بغداد ل «الحياة» ان «تهديدات الصدر ليست جديدة». وأضاف: «اننا نتعامل مع حكومة منتخبة ونحترم سيادة العراق ولا نفعل أي شيء الا بالتنسيق معها»، مؤكداً ان «مثل هذه التصريحات لن تخيفنا لأن حمايتنا وحماية كل السفارات في هذا البلد هي مسؤولية الحكومة العراقية وعليها الرد على الصدر». وكان الجيش الاميركي اكمل انسحابه في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وتضاربت الانباء عن عدد المدربين الذين بقوا لتدريب الجيش والقوات الامنية العراقية، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن ان عددهم 700 مدرب. من جهة اخرى وفي محاولة لاعادتهم الى صفوف تياره، قرر الصدر وقف الحرب الكلامية مجموعة «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها مساعده السابق قيس الخزعلي. وقال في رد على سؤال من أحد اتباعه «على الاخوة المؤمنين وقف الحرب الكلامية». وانشقت «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي عن «تيار الصدر»عام 2006، وأعلنت لجنة المصالحة الوطنية ضمها الى مشروعها وسط تحفظ الصدريين عن هذا القرار. وكانت «العصائب» اعلنت اواخر كانون الاول (ديسمبر) الماضي انها «ستنخرط في العملية السياسية وتطوي صفحة العمل العسكري بعد انسحاب القوات الاميركية». واتهم الصدر «العصائب» بأنهم «قتلة»، داعياً الى «معاقبتهم واجتثاثهم اسوة بتنظيم القاعدة والبعثيين». ويعتقد مراقبون ان تفجيرات طاولت اخيراً احياء الصدر والشعلة والحرية في بغداد حيث تنشط مجموعات «جيش المهدي» و «العصائب» و «كتائب حزب الله» تندرج في إطار صراع استقطاب داخلي.