فقد المنتخب الإسباني لكرة القدم رسمياً لقبه كبطل لمونديال جنوب أفريقيا 2010، بعد أن نال اليوم أمس (الأربعاء) خسارته الثانية في كأس العالم المقامة بالبرازيل، على يد تشيلي بهدفين من دون رد. ولم تحفز إقامة المباراة في ملعب «ماراكانا» التاريخي أبطال العالم وأوروبا على تغيير الصورة السيئة التي ظهر عليها الفريق في مباراته الأولى، عندما لقي خسارة مذلة بخمسة أهداف لواحد أمام هولندا، ليصبح أول بطل للعالم يخسر مباراتيه الافتتاحيتين في رحلة الدفاع عن لقبه. وسجل إدواردو فارغاس (ق20) وتشارليس أرانغيز (ق43) هدفي تشيلي التي ضمنت الصعود مع هولندا إلى دور ال16، ويبقى لقاؤهما المقبل لتحديد صدارة المجموعة، ومن منهما سيواجه البرازيل على الأرجح في الدور القادم، فيما تلعب إسبانيا أمام أستراليا لحفظ ماء الوجه، في بطولة لم يسجل فيها البطل إلى الآن سوى هدف وحيد ومن ركلة جزاء. بدأت المباراة بقوة، إذ شتت الدفاع الأسباني كرة من أمام المهاجم إدواردو فارغاس، لتتحول إلى ركنية قابلها المدافع المتقدم غونزالو خارا برأسية علت العارضة بقليل، قبل أن تمر الدقيقة الأولى. بدا على المنتخب الأسباني في الربع الساعة الأولى أنه لا يزال متأثراً بخسارته الكبيرة في المباراة الأولى 5-1 أمام هولندا، حتى أن الفريق حصل على ضربة حرة لديفيد سيلفا من أرتورو فيدال ونفذت بطريقة عشوائية من دون أن تسدد أو تنفذ كعرضية. وجد تشابي ألونسو نفسه بالصدفة منفرداً من دون رقابة، لكن تصويبته ارتدت من جسد الحارس التشيلي كلاوديو برافو، قبل أن يصطدما ويحتاج قائد تشيلي للعلاج. تمكن المنتخب التشيلي في النهاية من الاستفادة من حالة الخوف الإسبانية عبر تسجيل الهدف الأول بعد مرور الثلث الساعة الأولى، إذ يقطع الفريق اللاتيني الكرة التي تصل إلى أرانغيز في الجانب الأيمن يمرر كرة إلى فارغاس الذي يراوغ كاسياس ببراعة، قبل وضع الكرة في شباكه. تستمر حالة التوهان في صفوف إسبانيا ويسدد تشابي ألونسو خارج المرمى تماماً، لكنه يبقى الأكثر تحركاً في صفوف «الماتادور»، ويهدر دييغو كوستا فرصة سانحة أمام المرمى. قبل دقيقتين من نهاية الشوط، تهتز شباك كاسياس مجدداً، إذ أعاد قائد إسبانيا ضربة حرة من أليكسيس سانشيز بطريقة خاطئة، لتصل الكرة إلى أرانغيز الذي أطلق تصويبة رائعة على يمين الحارس. مع انطلاقة الشوط الثاني أجرى المدير الفني لإسبانيا فيسنتي ديل بوسكي تغييراً بنزول نجم أتلتيكو مدريد، كوكي، بدلاً من تشابي ألونسو. تباطأ دييغو كوستا في التعامل مع هجمة خطيرة، لتتحول الكرة إلى ركنية، تسفر عن تصويبة خارج المرمى لجوردي ألبا. ينفذ سيرجيو راموس ضربة حرة خطيرة (ق53) ترتد من برافو، وتستمر الهجمة بتمريرة لدييغو كوستا، إلى سيرجيو بوسكيتس الواقف في حلق المرمى من دون رقابة لكنه يطيح بها بغرابة خارج الملعب، للتأكيد على الحالة الغريبة التي يمر بها لاعبو إسبانيا. يدفع ديل بوسكي بفرناندو توريس بدلاً من دييغو كوستا، على أمل تعديل الأوضاع، ويرد الأرجنتيني خورخي سامباولي بإخراج أرانجيز وإشراك فيليبي جوتييريز. أهدر ماوريسيو المتقدم فرصة لا تضيع (ق69)، بعد أن أطاح بالكرة وهو أمام المرمى، وبعد خمس دقائق دفع ديل بوسكي بآخر أوراقه سانتي كازورلا بدلاً من بيدرو في ظل تراجع كبير للأداء البدني لحاملي اللقب. يطلق آندريس إنييستا قبل ست دقائق من النهاية تصويبة قوية، لكن برافو يتألق في إبعاد كرته إلى ركنية، ثم تمضي الدقائق الأخيرة من دون جديد لتودع إسبانيا كأس العالم.