حاول المدير الفني للمنتخب الإسباني فرض مناخ من السرية على تدريبات فريقه قبل مواجهة تشيلي غداً (الأربعاء) في الجولة الثانية من المونديال بعد «الفضيحة» التي تعرض لها بطل العالم في افتتاح مبارياته بالبطولة على يد هولندا 5-1، إلا أن كل المؤشرات المعلنة وغير المعلنة تسير نحو أنه لن يلجأ لتغيير الأسلوب المعتاد ل«لاروخا». بكل تأكيد أن تغيير الأسلوب لا يعني الإبقاء على كافة العناصر، لذا فإن تفكير ديل بوسكي في البداية سينصب على ترميم الجانب الأكثر تعرضاً للضرر وهو قلب الدفاع، وبين جيرارد بيكيه وسيرجيو راموس، فإن الأول يبدو أكثر قرباً للجلوس على دكة الاحتياط مع الدفع بخابي مارتينيز. أما مسألة حراسة المرمى فإنها بالنسبة إلى ديل بوسكي محسومة، فعلى رغم أخطاء إيكر كاسياس في مباراة هولندا، إلا أنه رجله المفضل في قيادة اللاعبين ويحظى بدعمه الكامل، لذا فإن مسألة الدفع ببيبي ريينا ستكون مستبعدة بشكل كبير. نفس الأمر ينطبق على الناحية اليسرى فجوردي ألبا لا بديل له، أما بالنسبة لمركز الظهير الأيسر فإن الفارق بين سيزار أزبليكويتا وخوانفران توريس ليس كبيراً. في الجانب الهجومي سيسعى ديل بوسكي للمزيد من السرعة، التي غابت بشكل كبير عن «لاروخا» في مباراة هولندا، لذا فإن سيسك فابريغاس مرشح لبدء المباراة، على أن يلعب دور «المهاجم الوهمي» الذي اعتاد القيام به في ناديه السابق برشلونة، على أن يعمل كل من سيرجيو بوسكيتس وتشابي ألونسو على تغطية ظهره وتحضير اللعب من الخلف للأمام. وجود فابريغاس في هذا المركز سيسمح له بأن يكون حلقة وصل بين منتصف الملعب والربط بين كل من آندريس إنييستا وبيدرو رودريغيز مع رأس الحربة، والذي بكل تأكيد سيكون دييغو كوستا. خبرة فابريغاس السابقة في كرة القدم الإنكليزية، التي سيعود لها الموسم المقبل مع ناديه الجديد تشلسي، في اللعب على الربط بين منتصف وطرفي الملعب، هي من تجعله المرشح الأبرز عن لاعب أتلتيكو مدريد كوكي ريسوركسيون، لإجلاس تشافي هيرنانديز على دكة البدلاء في هذه المرحلة الحاسمة من مشوار إسبانيا في البطولة. من ناحية أخرى فإن ميزة اللعب ببيدرو رودريغيز ستتيح لإسبانيا الكثير من الخيارات نظراً لقدرته على التنقل بين الجانبين الأيسر والأيمن بسرعة وبسهولة، وهو الأمر الذي قد يساهم في خلخلة دفاع تشيلي.